الخميس ٢٩/١١/٢٠١٨ الموافق م بعرف كم بالهجري

الحب والغربة.. وما ادراك ما هما ،امران متضادان ،خجولان ،ولكن في نفس الوقت حقيران، فالحب الذي يدخل على صاحب البيت بدون ان يدق الباب حتى ، هو نفسه نفس الظروف الذي تدخل على العائلة بدون استئذان فتجبر العائلة على الرحيل الى المجهول، خجولان ولكن حقيران.....

القصة بدأت منذ زمن مجهول لم اكن فيه موجوداً ،او قد اكون موجوداً ولكني لم اكن مستوعباً ، بدأت عندما ولدت واكتشفت انني لست في بلدي ،لست في مدينتي ،وبدأت معها نسمات حبي وعشقي لوطني (حُومص) بلا انا اراها ولا اشمها حتى عندما عدت الى مدوناتي السابقة في احدى مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ) وجدت منشوراً قديماً كان عمري حينها م يقارب الحادية عشر ربيعا كان محتواها الاتي: " يا حُومص لا تسجلينا غياب راجعين والله لنبوس التراب"

بلا ان اشعر انهمرت الدموع و تساقطت واحدة تلو الاخرى

احسست بشعور الخيانة.

احسست بشعور العجز.

احسست بالفقدان.

واحسست ايضا بالحب،

الحب الذي دخل عنوة الى حياتي مرتين مرة منذ الولادة ومرة عند الولادة الثانية!!اما عن الاولى ف هي لحبيبتي حُومص التي لم اخترها ولكن هي اختارتني والحمدلله على ذلك.

اما عن الثانية فهي ولادتي الفعلية والتكوين الفعلي ل( بشير )فقد كانت فالتاريخ العظيم ٢٧/٧/٢٠١٧ ، والشيء بالشيء يذكر ، فقبل يومين من الان في احدى محاضراتي بالجامعة كان هناك لعبة تعارف تضع مثلثا وفي كل رأس من رؤوس المثلث تضع تاريخا مجهولا وسيحاول الزملاء معرفة ماهية هذا التاريخ فوضعت الاول تاريخ ميلادي الاصطناعي ووضعت تاريخ تخرجي من الثانوية واخيرا وضعت تاريخ ميلادي الحقيقي و عندما ارادو ان يحاولوا، وقد اكتشفو التاريخين السابقين حاولوا وحاولوا مرارا وتكرارا ولكن بلا جدوى ،فأعلنو استسلامهم ورفعو الرايات البيضاء ،وعندما سألوني ما هو هذا التاريخ اجبتهم والحب يغمر أعيوني وحروفي انه تاريخ ميلادي الفعلي، فقام البعض على الفور بالاستهزاء ،والبعض لمعت عيناه من تأثره بإحساسي ،لم آبه لالهؤلاء لهؤلاء مؤمن وموقن انه لا يمكن لأحد ان يؤكد حقيقة خاصة بي او ان ينكرها ، الحب الذي لا ولم ولن انتظر منه ابدا المقابل لأنه يشعرني بالحياة فعليا .لأن فقط الحُب كونه حُب كفيل بأن يجعلني في اعلى مراحل الهيام (انا) السابق أي قبل الحب كان عاديا لأبعد حدود، حتى اقل من عادي كان فقط يعيش يتنفس يأكل وينام لم يكن يقرأ الكتب . لا يسمع الموسيقى ، لا يعرف شي عن الافلاك وسحرها ، لا يعرف عن الطبيعة وجمالها شيئا ، لم يكن قويا بما يكفي ليواجه الحياة ، لم يكن خاصا او نادرا او مميزا حتى ، كان كالبشر العاديين ، مميزاته الوحيدة كانت ليست ملكه كانت من الله ولله ولكن ( أنا ) الحالية لم يكن بشير اكتر مما هو حبيبك ووالله وبالله وتالله عندما ينظر لنفسه قبلها ومعها يشمئز من تلك النسخة القديمة ، انا الان وبعد قراءة مئات الكتب والمقالات وتأليف عشرات النصوص الفلسفية لا يستطيع ان يقول انا اعرف لأنه يعرف انه لا يعرف شيئا بعد فقط رأيه المتواضع الشخصي المحدود الذي لا يمكنه فرضه على احد ،نعم اعترف وانا تحت وطئة الحب أن ال( أنا ) الحالي افضل واقوى من اي يومٍ مضى واكثر حباً ايضاً سواء للحياة او لنفسه اخيرا..

احمد الله على اختياراته لي التي لم اكن سببا فيها والتي لطالما اسعدتني وحتى ان كان شيئا سيئا اعلم ان ورائه شي خير وافضل منه.