بقلم: محمد دومو

أوراق الربيع اليابسة

الحياة العائلية من وجهة نظري، مليئة بالعراقيل والمتاعب، لكن في المقابل من هذا، وإن كانت مبنية على الحب، بالمعنى الصحيح للكلمة، قد تزودك مجموعة أحاسيس، لتقابل إكراهات العراقيل والمتاعب، وبذلك تستقيم الحياة، ويعم الدفئ والطمأنينة، بعيدا عن الملل والشعور بالوحدة، وفقدان روح الانسجام العائلي. ولكن وللأسف الشديد، إن كان الشعور السيء من نصيب هذه الحياة. يبدأ الانحلال والتدهور يجري في عروق هذه الأخيرة، وبالتالي يتيه المرء ومن حوله من أفراد هذه العائلة المسكينة، في فضاء غير منظم، يتعامل ويعامل كشيء من الأشياء الغير روحية.

يتلقى جرعات الألم، بين الفينة والأخرى، مستعينا بالصبر ولا من خيار آخر لديه، منتظرا مآله الأخير..

كم جميل أن نتفاءل بالمستقبل ونعيمه، إن كان الإحساس خال من جرعات الألم المتبقية، من حياة اختارت لنفسها طريق الضياع، وتصدى اللكمات.

أنا لست هنا متشائما في سرد هذا، ولكن أقول ذلك لأكبد عن حال حياتي المأساوية في هذه الآونة الأخيرة، بل وبالعكس من ذلك، أسلك طريقا واضحا، لأخفف من محنتي بعض الشيء. لكن وأنا في طريقي هذه، قد ألاحظ وأحس أن شيئا ما يضايقني، يعيق مشيتي المتواضعة والمرهقة في هذه الطريق المستعصية.

أهذا هو مصير حياتي المتبقية؟ أم هناك شيء ما يعيقني ولم أعير اهتمامي له؟

يحيط بي، ويسكن في وجداني، وأنا في غفلة منه.

سؤال يلي سؤال، وانا في حيرة من نفسي، كل هذا قد جعل مني كائنا تائها، في جدول من الأسئلة على طول، باحثا لها عن أجوبة ولو ضمنيا وغير واضحة. لكي أستعملها ملاذا لهروبي، أو كردة فعل من هذا المصير المحتوم.

أسئلة كثيرة جعلت مني إنسانا، يختنق في بحر من ظلمات الآلام والأوجاع، بعيدا عن شيء ما ولو بسيط، ولكنه واضح وبراق، قد يمكنني من تحمل عبئ الزمان المتبقي لي، بقليل من الراحة.

هذه الأخيرة، التي قد تساعدني في تحمل متاعب حياتي المقرفة..

حياتي هذه الداخلة ضمن القضاء وليس القدر. ولكي أستريح بعض الشيء، قد أحتاج إلى مغالطة بعض المفاهيم، ليسهل علي عملية الخروج منها، بنوع من الإرادة الشخصية، التي طالما افتقدتها طوال مسار حياتي.

وأنا، في مثل وضعية من هذا القبيل، أتسائل مرتجلا بعضا من الحلول التلفيقية، لتحل محل حلول ناجعة، ورزينة مؤسسة بمجموعة مبادئ مهيكلة، قادرة على تخطي مجمل العراقيل المنتظرة منها، والغير منتظرة، بكل كفاح وطموح وتحد ي.

وبهذه الطريقة، المؤسف عليها، فلا من شيء قد يعيق مسيرة حياة هادئة، فيبدأ المرء في تحمل كل ما يصيبه بكل ثبات، يتذوق أشياء بسيطة نافعة، مستغنيا عن أخرى كبيرة وهمية، لتستقر الحياة في فضاء منظم وقنوع..