بقلم: محمد دومو

حراك لا مسؤول

تمنيت من أعماق قلبي كل هذه التحركات والانفعالات في المتاجر وسوبر ماركتات المبالغ فيها من جل المغاربة، بسبب وباء كورونا الذي ضرب العالم بأسره، لو كانت من أجل حقوقهم المهدورة، أو من أجل مسؤوليهم البرلمانيين، أو منتخبيهم، أو. أو... لكان الحراك أحسن بكثير من هذه الهمجية الغير مسؤولة والغير واعية من الجميع.

إلى أي حد سنبقى هكذا؟

ألا يكفي ما نحن بصدده من الأزمات؟ ومن التخويف؟ ومن اللامبالاة؟

لقد غسلت عقول المغاربة في هذه الألفية الثالثة غسلا غير مسبوق، وأصبحنا أنانيين وانتهازيين ولا مبالين حتى أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك إذا نظرنا بأعيننا جميعا الى ما كنا عليه سابقاً، نرى تحسنا نسبيا في معيشتنا على الذين سبقونا في هذه البلاد.

ما هذا الوباء المعنوي الذي أصاب عقولنا؟

الكل يتكلم ولا من أحد مهما لذيه من المسؤولية، قادر على فعل أي شيء عملي ونكتفي كالعادة دائماً بالكلام، ولا شيء غير الكلام استسمح اللغو، فترانا نتكلم عن أي مشكل ولو بسيط جدا ولكن الطامة الكبرى هو أن لا من أحد قادر على تفعيل ما يقوله بشكل أو بآخر.

حال هذا الوطن أصبح لا يطمئن تماماً، من مواطنين ومسؤولين وحكام..

فلقد تبدل حال المغاربة جمعاء الى الأسوء، عن حال أجدادهم وأسلافهم السابقين، من شجاعة وإخلاص ومسؤولية حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من فناء جمعي لهذه الهوية الوطنية المغربية الضاربة في عمق التاريخ البشري..

إن الكيان المغربي لو لم ينتبه لهذه الأمور المعنوية بالخصوص، والأخلاقية عموماً لذهب في خبر كان..

بقول الشاعر: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا.