يطرح الفيلم جزءًا من قصة حقيقية لشخص عانى إدمان الكحول والمخدرات مدة زمنية طويلة، وبالنظر إلى كل العوامل المحيطة التي يمكن منها محاولة ربط الأسباب التي آلت أخيرًا إلى هذا النمط، فنجد تفكك أسري، عدم شعوره بالانتماء الفعلي سواءً مع الأب أو الأم، شعور خانق بالذنب تجاههما مع رغبة دفينة في أن يفهما ما يدور بداخله من صراعات، وهكذا في كل مرة يُقلع فيها عن إدمانه، تمر عدة أسابيع أو حتى أشهر ثم "بردة فعل بسيطة" يجد نفسه عالقًا في حلقة جديدة من الإدمان.

وفي تلك العبارة التي تحمل تساؤلاً مهم جدًا، هل الإدمان هو المشكلة أم آلية دفاعية للتعامل مع المشكلة الحقيقية؟

السلوك الإدماني نفسه ليس محصورًا في المخدرات أو الكحول، فالاستمرار في علاقات مؤذية هو إدمان، والسعي خلف الإنجازات بنمط مرهق هو إدمان أيضًا، ويمكن قياس ذلك على أي نمط (سلبي طبعًا) لا يستطيع الفرد أن يعيش دونه، وهنا يمكن ربط ذلك بمجموعة عوامل: الاندفاعية (وهي الرغبة المستمرة في تحقيق متع سريعة وعدم قدرة على تنظيم الدوافع أو تأجيلها)، خلل في تقدير الذات والثقة بالنفس ( هذا يؤدي إلى توتر وأفكار سلبية عن الذات فيعتقد الشخص أنه لا يستحق سوى ما هو عليه الآن)، هذا بجانب الصدمات النفسية والعوامل البيئية التي تعتبر كلها عوامل خطر لتحفيز الأنماط الإدمانية.