الفيلم التشيكي القديم يتناول قصة جنديين نمساويين هاربين من الحرب العالمية الثانية، ليطلبا من شابة أن تحملهما عبر الحدود، برغم موافقتها لأنها تحمل نية الانتقام منهم سرًا، نظرًا لأن الألمان قد شقنوا زوجها، تتصارع الأخلاقيات داخلها طوال الرحلة، حيث تدرك أن الجنديين هم مثلها، ضحايا تلك الحرب.
الفيلم يتناول موضوع أعظم الطاقات التي يتحلى بها الإنسان، الكراهية والتعاطف، اللذان قد لا تعتقد من الوهلة الأولى أن بينهم أي ترابط من الأساس، ولكن يختلف في ذلك فلاسفة عصر التنوير، ولعل أبرزهم جان جاك روسو، الذي ربط كلًا من الكراهية والتعاطف بمفهوم ثالث مشترك وهو الجهل، فالجهل دائمًا ما يدفعنا للخوف والكراهية بالتبعية، والتعاطف ينتج فقط عند تقديم البشر للبشر الآخرين حكايتهم بشكل يمكن فهمه والشعور به، مثلما في حالة الجنديينن فالشابة النمساوية لم تظهر التعاطف إلا عندما أدركت حقيقة الجنديين، ورأتهم كما ترى زوجها أو ضحايا الحروب الأخرى.
هل انتقل موقفك من قبل من الكراهية التامة لشخص، موقف أو قضية، للتعاطف والفهم؟
التعليقات