جميعنا نعلم أن الشخصيات في عالم السينما والدراما تنقسم ما بين أبطال وأشرار، محبين الخير والداعين للشر، ولكن قد لا يعرف الكثيرون بمفهوم الشخصيات الرمادية وهي الشخصيات التي تقف في المنتصف ما بين الخير والشر، بحيث يصعب تصنيفها أو الحكم عليها، وتجعل الجمهور في حيرة أمره ما بين أن يحب الشخصية أو يكرهها، أو تجعله أحيانًا يحب وأحيانًا يكره حسب الموقف، تجد مثلًا شخصية في مسلسل ما تورط أصدقائها في كارثة ما قد تدمر مستقبلهم لخلاف بسيط، ولكنها في اليوم التالي تنقذهم من الموت مغامرة بحياتها! ولأن هذه الشخصيات تكون مربكة للمشاهد تجذبه، وتصنع صدى أقوى قد يغطي على أبطال العمل أنفسهم، ولهذا أصبح هناك توجه كبير من صناع الأعمال لدمج والتركيز على هذه الشخصيات بكثرة، فكيف ترونها؟ أتجدون أنها واقعية بالفعل أم مجرد مبالغات من خيال السينما والدراما؟
ما رأيك في الشخصيات الرمادية في عالم السينما والدراما؟
الشخصيات الرمادية تمثل تعقيدًا إنسانيًا يقترب أكثر من الواقع، حيث أن معظم الناس ليسوا أبطالًا مطلقين ولا أشرارًا كاملين، بل يمتلكون مزيجًا من الصفات الجيدة والسيئة. هذه الشخصيات تمنح الأعمال السينمائية والدرامية بُعدًا واقعيًا، إذ تُظهر التناقضات والتقلبات النفسية التي يمكن أن توجد داخل الإنسان.
تساؤل مهم يمكن طرحه هنا: "هل تعكس الشخصيات الرمادية طبيعة الإنسان المعقدة بصدق، أم أن الصناعة السينمائية تبالغ أحيانًا في تصويرها لأجل جذب المشاهد وجعله متعلّقًا بالعمل؟"
هل تعكس الشخصيات الرمادية طبيعة الإنسان المعقدة بصدق، أم أن الصناعة السينمائية تبالغ أحيانًا في تصويرها لأجل جذب المشاهد وجعله متعلّقًا بالعمل؟"
هذا ما كنت أتناقش به مع الزملاء في التعليقات وأتمنى أن أعرف وجهة نظرك الخاصة فيه، فأنا أرى أن السينما تبالغ وبقوة في رسم الشخصيات الرمادية فتجعلها بعيدة كل البعد عن الشخصيات الرمادية في الواقع وعن طبيعة البشر بشكل عام، فهناك نماذج يتم تقديمها مثلا كقاتل متسلسل لا يعرف الرحمة وضحاياه بالعشرات ولكنه على استعداد ليضحي بحياته من أجل شخص ما ظهر في حياته فجأة! وقيسي على هذا قصص كثيرة، هذا أيضا ما خلق لدي الكثير توقعات غير حقيقية حول الكثير من الأشياء، كعلاقات الحب، فلدينا مئات الأعمال التي تقدم نموذج البطل الطالح في كل شيء ولكنه يتغير بفعل الحب فظهرت لدينا متلازمة " أنا استطيع إصلاحه!"
التعليقات