مؤخرًا استوقفني كم الانتقادات الحادة التي طالت الفيلم الأردني " الحارة" الذي يعرض على منصة نتيفلكس والتي طالبت بإيقافه، الفيلم الذي هو من إخراج باسل غندور و من بطولة الفنان الأردني منذر رياحنة وثلة من الفنانين الأردنيين يدور في حي شعبي شرقي عمان تحكمه النميمة والعنف الاحتيال والفقر والعوز ويبدو أنه يتعرّض للتهميش بشكل ملحوظ.

لعل الانتقادات التي طالت الفيلم كانت بدعوة أنه مسيء لسمعة المجتمع الأردني و كونه يقدم محتوى بعيد كل البعد عن قيمه وعن واقع حاراته، علاوة على ذلك يحتوي الفيلم على كلمات نابية ومحتوى غير لائق بالأردنيين، وهذا يعني أنه يعكس صورة مقيتة ومشينة عنهم وفقًا لرأيهم.

في المقابل هنالك من أشاد بالفيلم كونه كشف عن عورات المجتمع وما يحدث في الخفاء بعيدًا عن إضفاء الألوان على تفاصيل حياة الناس، حتى أن البعض وقف مشدوها قليلا عند مسألة "أن المحتوى بعيدًا عن واقع الحارات والاحياء" لأن من انتقد هذا الفيلم على هذا الامر تحديدًا قد يكون بعيدًا عمّا يحدث تماما سواء بالأردن أو في أي دولة محافظة، بالطبع يتحدثون عن حارات اليوم وليس حارات الأمس التي يملأها الدفء والحنان، فشتان ما بين الثرى والثريا، فاليوم قبيل أذان الفجر، مشاجرات الزوج وزوجته تحدث على مسمع الحي، تذهب إلى الجامعة تسمع كلمات وشتائم لا يمكن التفوة بها في صرح تعليمي بتاتا، التحرّش حاضر وبقوة. علاوة على ذلك الفقر يتغول وتتسع قاعدته يومًا بعد يوم بين هذه الاحياء.

الفنان الأردني والشخصية الرئيسية في الفيلم كان له تعقيب على من انتقده... يرى أنّ لغة الحوار في الفيلم لو لم يتم نقلها من على ارض الواقع تماما كما هي؛ لن يصدق المشاهد أحداث الفيلم وعليه لن يكون واقعيًا.

التساؤل الذي يراودني هنا، هل لا يحق تحويل مثل تلك القضايا إلى عمل سينمائي بحجة أنها تخالف قيم المجتمع أو أن تهدد سمعته؟ إن كان هذا صحيح، اذًا كيف يمكن معالجة هذه الاحداث في الفن؟