بينما اتصفح الأفلام الحديثة الصادرة سنة 2022 لفت انتباهي فيلم مشروع آدم أو The Adam projectوهو عبارة عن فيلم خفيف وعائلي أيضًا ولكن فكرته أعمق من ذلك. 

 في مشروع آدم يسافر البطل (آدم كما هو متوقع) والذي في نفس الوقت رائد فضاء يقوم بعمليات السفر عبر الزمن إلى الماضي لإنقاذ العالم ولكنه لظروف مختلفة لن أحرقها يخطئ في التوقيت ويقابل نفسه كطفل ثم يضطر لاصطحابه معه. 

في تلك الرحلة المليئة بالسفر عبر الزمن والمغامرات العابرة للمجرات يتعلم بطلانا الكثير. ولا يفوت آدم الكبير فرصة لنصح آدم الصغير بالاعتناء بوالدته وعدم مضايقتها والتأدب مع الغرباء وعدم افتعال الشجارات في المدرسة وغيرها الكثير.

أن تقابل نفسك الماضية لهو أمر عظيم فعلًا. يكفي أن تعرف الفرق بينك وبينها الآن وتدرك الطريق الطويل الذي مشيه لتصبح هذا الشخص الذي أنت عليه الآن. ولكن في نفس الوقت ستدرك أنك بدون تلك النفس الطفولية لا شيء. فهناك العديد من الارتباطات بينك وبينها والكثير الكثير من التشابهات. 

يقول العلماء أن أغلب سلوكيات الإنسان لها جذور واضحة أو غير واضحة في مرحلة الطفولة. والأمر قد يتشكل في اهتماماتك أو تطلعاتك ومخاوفك. وطرق تعاملك مع الناس بالطبع!

بالتفكير في الأمر فكل منا لديه نصيحة تعلمها من الخبرة والأخطاء ويود لو يعطيها لنفسه. ربما لتوفر بعض الوقت أو تقي من الطرق الخاطئة أو ربما تحذر من بعض الناس. ونقابل عادة على وسائل التواصل جمل من نوعية "قل ثلاث كلمات لنفسك المراهقة" أو "اعط نصيحة واحدة لنفسك ذات الثمانية عشر أعوام" ولكن ألم نقف لحظة لنفكر لماذا ثلاث كلمات فقط؟ ماذا لو قابلت نفسي تلك فعلًا

هل سأفضل حرق الأحداث وإخبارها بما تفعل؟ أم أتكرها تتعلم حتى لو بالخطأ؟ هل سأخبرها أن تمضي الوقت مع الأهل والأحباب مازالوا موجودين وقبل أن يفوت الآوان؟ بعض الناس قد يفضلون نصائح مثل "ركز في دراستك أكثر" أو "اختر التخصص كذا" أو غيرها من النصائح التي تغير الطريق ولكن أليس هذا الطريق هو الذي صنعنا؟ بماذا يفيد إذن الندم. 

ولكنني أتكلم في الواقع فحسب أما الندم في الفيلم فقد فاد فعلًا. وهذا ما جعلني اتساءل حقًا عن ماذا كنا سنفعل لو قابلنا أنفسنا ونحن أطفال. بماذا كنتم ستنصحونهم؟ مما كنتم ستحذرونهم؟ وهل كنتم لتتدخلوا من الأساس؟ ما رأيكم؟