كل شخص فى هذه الحياة يمتلك شيئاً يجيده. يسعد بفعله، ويتمنى النجاح فيه. كل منا له عبقريته التى تميزه عن غيره والتى يستخدمها دائماً لتحقيق ذاته فيه!
لكن العبقرية لا تكفى دائما إذ يتطلب الأمر بعض الشجاعة. وهذه إحدى الفكر التى يدور حولها فيلم "Green Book".
قصة الفيلم:
الفيلم يحكى قصة عازف البيانو دون شيرلى المواطن الأسود الذى أحب الموسيقى من صغره وتعلمها حتى أصبح عبقرياً فيها وتمنى لو يعزف مقطوعات بيتهوفن وغيره من العظماء لكن لم تتسنى له الفرصة لأنه أسود اللون فاتجه للموسيقى الشعبية ولم يتوانى عن إظهار عبقريته فيها وحينما أصبح من الأثرياء المشهورين قرر القيام برحلات للجنوب لتقديم حفلات موسيقية هناك. ورغم ما كان يتوقعه من عنصرية ستواجهه هناك أصر أن يذهب كى يجعل الجميع يرون الفن النابع من أسود مثله.
وكى يقوم بالرحلة كان لابد من سائق يقوده ويساعده فى جميع مهماته وكان هذا تونى ليب إيطالى الأصل ويكره السود لكنه اضطر لقبول العمل لاحتياجه للمال.
هل ما زالت العنصرية مترسخة داخلنا؟
الفيلم يوضح كيف يتظاهر الناس بقبول الآخر حينما يستمعون لموسيقى دون شيرلى لكن حينما يتجه الأمر إلى المعاملة يتبدل الأمر تماماً. وبرز سوء المعاملة فى عدة مشاهد منها حينما منعوه من تناول العشاء فى المطعم لأنه مخصص للبيض فقط! ومنها حينما كانوا يستقبلونه فى غرف سيئة لأنه لا يحق له دخول الغرف المجهزة. وغيرها من المشاهد فى الحانة ومحلات الملابس وكل ما يقابله.
الفيلم أحد الأعمال الواقعية التى تبرز بين ثناياها صورة من صور الشجاعة. هو يجمع بين الرغبة فى الوصول ومعاناة الطريق. وبالنظر عن كُثُب تجد دعوة صريحة لإظهار موهبتك والإعتراف بها وفى الوقت ذاته دعوة لفهم الآخر الذى ترسخ داخلنا تجنبه والتقليل منه.
في رأيك هل الجميع يمتلك القدرة على خوض الرحلة من أجل إقناع العالم به؟
هل يوجد شخص تتجنبه تلقائياً بسبب ما رسخته داخلك العادات؟
التعليقات