التسويق الجيد لا يجذب الجميع، بل يطرد كثيرين، وهذه علامة قوة لا ضعف. لأن التسويق الحقيقي يقوم على الوضوح، والوضوح بطبيعته إقصائي. حين تحدد من أنت، وما الذي تؤمن به، ولمن تتحدث، فأنت تلقائيًا تقول لآخرين: هذا ليس لكم. الرسائل التي تحاول إرضاء الجميع تبدو آمنة، لكنها فارغة، لا تصنع موقفًا ولا تبني ثقة ولا تحرّك قرار شراء. العلامات القوية لا تسوّق نفسها كخيار عام، بل كخيار محدد لفئة تعرف نفسها جيدًا. الخوف من خسارة متابع أو تعليق سلبي يدفع كثيرين لتخفيف نبرتهم وتمييع رسالتهم، فيكسبون جمهورًا واسعًا بلا ولاء، ويخسرون عملاء حقيقيين. كل شخص ينصرف لأن رسالتك لا تشبهه، يقرّبك خطوة من الشخص الذي سيشعر أنها كُتبت له. التسويق الجيد لا يسأل كيف أرضي الجميع، بل من الذي لا أريده أصلًا، لأن من يطارد الجميع لا يُقنع أحدًا.
التسويق الجيد لا يجذب الجميع… بل يطرد كثيرين
out of the box!
يقول ستيف جوبز: "الابتكار يعني قول (لا) لألف شيء".
وهذا ينطبق على التسويق؛ فالقدرة على قول "هذا ليس لكم" هي التي تصنع هيبة العلامات الفاخرة مثل (Rolls Royce) أو (Apple).
هذه العلامات لا تسأل عن رضا الجميع لأنهم يدركون أن "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وأن محاولة مطاردة الجميع تجعلك تبدو كـ "بائع متجول" يفقد مصداقيته في سبيل إغلاق أي صفقة، بينما المسوق الذكي مستشار يختار من يخدمه بعناية.
صحيح تمامًا، ما ذكرتِه يوضح الفرق بين التسويق الفعّال والمطاردة العشوائية للجميع. القدرة على قول "هذا ليس لكم" ليست مجرد رفض، بل اختيار واضح للجمهور الذي تريد بناء علاقة حقيقية معه. العلامات الفاخرة والناجحة تدرك أن الوضوح يولّد الولاء والمصداقية، بينما محاولة إرضاء الجميع تُضعف الرسالة وتجعلها بلا تأثير حقيقي.
التعليقات