التسويق الجيد لا يجذب الجميع، بل يطرد كثيرين، وهذه علامة قوة لا ضعف. لأن التسويق الحقيقي يقوم على الوضوح، والوضوح بطبيعته إقصائي. حين تحدد من أنت، وما الذي تؤمن به، ولمن تتحدث، فأنت تلقائيًا تقول لآخرين: هذا ليس لكم. الرسائل التي تحاول إرضاء الجميع تبدو آمنة، لكنها فارغة، لا تصنع موقفًا ولا تبني ثقة ولا تحرّك قرار شراء. العلامات القوية لا تسوّق نفسها كخيار عام، بل كخيار محدد لفئة تعرف نفسها جيدًا. الخوف من خسارة متابع أو تعليق سلبي يدفع كثيرين لتخفيف نبرتهم وتمييع رسالتهم، فيكسبون جمهورًا واسعًا بلا ولاء، ويخسرون عملاء حقيقيين. كل شخص ينصرف لأن رسالتك لا تشبهه، يقرّبك خطوة من الشخص الذي سيشعر أنها كُتبت له. التسويق الجيد لا يسأل كيف أرضي الجميع، بل من الذي لا أريده أصلًا، لأن من يطارد الجميع لا يُقنع أحدًا.