قال سليمان التيمي : " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"!!

سؤالي لسليمان ،هل هذا الشر نابع من العالم المفتي او مني او من الدين؟

فإن كان من العالم فكيف يكون العالم شريرا؟

وإن كان مني فكيف تدخل لداخلي وتقول أن كل الشرور كالزنا والخمر والفجور فيّ وغيرها وأنا بريء منها تماما!!

وإن كان من الدين فأنت ادعيت على من يعملون بالدين فلا غرابة او عجب الا تدعي على الدين نفسه!!

وقال الأوزاعي : " من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام"!!

الله أكبر ،حتى أن الإسلام عندكم صار مجموعا كله في القيل والقال وفي الحال والأحوال ومن خرج عنها بشبر فقد فارق الملة!!

كيف يكون هذا دين رباني؟!

بل هو دين من رأس الاوزاعي وسليمان واشباه الرجال حولهم" إن صحت اقوالهم المنسوبة لهم"

وعن ابن مبارك أخبرني المعتمر بن سليمان قال رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي يا بني لا تنشد الشعر فقلت له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله . الموافقات للشاطبي 4/ص169. "

أما هذا فقد جاء بالطامة الكبرى!!

وأنا لو كنت مكان المعتمر لقلت للأب إن شرا من ابن سيرين ومن الحسن أفضل من شري وشرك!! فهم أعلام أفذاذ ولم يأتوا ببدع الوعظيين مثلك" والمعروف أن الوعاظ هم اقل الناس إيمانا وتمسكا بالأحكام الحقة لصالح امور مبتدعة من اهوائهم"

وقال الإمام أحمد: لو أن رجلا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع (يعني الغناء) وأهل مكة في المتعة كان فاسقًا.

أما بالنسبة للإمام أحمد هداه الله فهو لم يبين ويوضح اين السبب في الفسوق وإنما لأنه يراه أمرا صعبا على التقبل فنهى الناس عنه لدعوى يعلمها وهي في ظنه أنها تجعل الدين يصبح مسخرة ومهزلة بينما الحقيقة ان من يفكر في إمكانية أن يصبح الدين مسخرة ومهزلة عند آخرين فهو هو وحده من جاء بهذه الفكرة وليعاقب إيمانه على ذلك!!

وقال الشاطبي : " فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه " .

وهذا ردي عليه بأن ما قاله هباء منثور ومن السخف ان ارد على كلام كهذا، فإذا كان الإسلام حق، والفتاوى حق، فأين الأهواء التي تدخل في ذلك الحق؟

ام ان الحق هو عند شخص واحد طول عمره إلى ان يموت؟

ام ان الحق هو عند الاباء والاجداد حتى لو تركوا وفعلوا في الدين ولو كانوا يعملون بالكفر؟

والتقوى معروفة انها للمفتي العالم في فتواه وانا كمتبع ما ذنبي إن كان هو من اتى بالفتوى ونحن داخل نفس المذهب؟

ومالذي ابرمه الشرع "الحق" وقدمه وليس شرعه هو-اي الشاطبي؟!

وأين النظر في المصلحة وتقويم المفسدة الذي جاء به الإسلام حقا؟!

وجاء الاوزاعي والشاطبي وغيرهم ليناقضوه ويتعالو عليه ويعتبروه امرا منسيا؟!

فتبا لحكمهم المهتوى المخترع؟!!

أما الان فنأتي للجانب الصحيح القويم في هذه المسألة:

قال القرافي المالكي، وأكثر أصحاب الشافعي، والراجح عند الحنفية منهم ابن الهمام وصاحب مسلم الثبوت : يجوز تتبع رخص المذاهب، لأنه لم يوجد في الشرع مايمنع من ذلك، إذ للإنسان أن يسلك الأخف عليه إذا كان له إليه سبيل، بأن لم يكن عمل بآخر، بدليل أن سنة الرسول صلّى الله عليه وسلم الفعلية والقولية تقتضي جوازه، فإنه عليه الصلاة والسلام «ماخير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما مالم يكن مأثماً» وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يحب ماخفف عن أمته» .

وقال صلّى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة» وقال أيضاً: «إن هذا الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه». وقال عليه السلام أيضاً: «إن الله قد فرض فرائض وسن سننًا وحد حدوداً وأحل حراماً وحرم حلالاً، وشرع الدين فجعله سهلاً سمحاً واسعاً ولم يجعله ضيقاً » .

وقال الشعبي: «ماخير رجل بين أمرين، فاختار أيسرهما إلا كان ذلك أحبهما إلى الله تعالى» .

والخلاصة: أن مبدأ الأخذ بالرخص أمر محبوب، ودين الله يسر، وماجعل عليكم في الدين من حرج، والمفروض أن المقلد لم يقصد تتبع الرخص في كل الوقائع وإنما في بعض المسائل، وكثيراً ماقال العلماء: «من قلد عالماً فقد برئ مع الله»

وهنا مقال قديم جميل على إحدى الصحف

عرف ببعض الأمور الغائبة:

والان ما هو قولك؟

ومع اي فريق أنت؟

وما هي حججك وآراؤك المنطقية فقط!!