بما أنّني ممنوع من المشاركة في ثقافة ، رأيت أن هذا الموضوع يتانسب مع مجتمع التاريخ العام بعد مجتمع ثقافة.

في ديسمبر 1988 سقطت طائرة " بان آم " الأمريكية على بلدة لوكربي في اسكتلندا جرّاء انفجار قنبلة كانت محمّلة على متنها ، كان عدد الموتى 270 ، بدأت الدولتان البريطانيّة والأمريكيّة بالتحقيق حول هذا الموضوع حيث دام هذا التحقيق ( إذا كان بالفعل تحقيق وليس تلفيق ) لمدّة 3 سنوات ، بدأت بريطانيا في هذه المدّة بتوجيه أصابعها الاتهاميّة الاحتياليّة إلى فلسطين أوّلًا ( بما أنّها الميسِّر الأكبر للاحتلال اليهودي لها ) ،ثم إلى أيران وبعدها النظام السوري وأخيرًا وقع الدور على ليبيا ، فأصدرت الدولتان ( UK و USA ، بريطانيا وأمريكا ) بالتزامن أمر بالقبض على ليبيّان ( عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة ) اللّذان كانا يشتغلا في المطار الّذي خرجت منه الطائرة متّهمتهما بسماح مرور حقيبة المتفجرات وصعودها على متن الطائرة ، رفض الرّئيس الليبي معمر القذافي تسليم المتهمان في هذه القضية ، وبعد مفاوضات طويلة وعقوبات من الأمم المتحدة وأمريكا ، وجد القذافي أنّه ليس من مصلحته عدم تسليم المتهمَين بعد أن وقفت ضدّه أكبر منظّمة في العالم ( الأمم المتحدة ) وأقوى دول العالم ( بريطانيا وأمريكا ) وأيقن القذافي أيضًا أن أمريكا كان تسعى إلى التخلص منه ولا سيما بعد الحرب الصغيرة الّتي خاضها معها قبل هذه القضية ، فدفع تعويض قدره ملياري ونصف دولار لأهالي الضحايا وقام بتسليم المتهمين بعد أن وضع شرط وهو وقوع المحاكمة على أرض محايدة وهي هولندا ، وأصدرت الدولتان قرار بسجن عبد الباسط المقرحي ( أحد المتهمين ) لمدى الحياة ، بينما تمّ تبرئة المتهم الآخر ( الأمين فحيمة )!!!!

لماذا عبد الباسط المقرحي بالذّات إذا كانت تلك الحادثة فعلًا غير مفتعلة ؟!! ، هل كان المستر أمين فحيمة متفرّج ؟؟!

بعد حبس عبد الباسط فحيمة في 1999 ، تمّ الإفراج عنه في 2009 لأسباب صحّيّة ( إصابته بسرطان البروستاتا ) وتوفي بعدها في 2012.

هنا انتهت أحداث القضية وبدأت الشكوك وحلول لهذه الألغاز المليئة بها هذه القضية.

عند المحاكمة أرسلت الأمم المتّحدة الفيلسوف العبقري النمساوي ( هانز كوشلر ) لكي يحضر محاكمة الليبيّان المتهمان ، لاحظ هانز كوشلر بأنّ الأدلّة التي كانت تقدّم ضد الليبيان كانت ضعيفة جدًّا وتقديم هذه الحجج كان غريب!!

كانت أبرز هذه الحجج تلك القطعة الإلكترونيّة الصغيرة الّتي ظهرت في مكان الحادثة أثناء فترة التحقيق ، وكانت هذه القطعة من مكونات القنبلة كما ادّعى القاضي ، وهذه القطعة من صنع سويسرا الّتي قامت بتزويد ليبيا بها.

قال كوشلر ( النمساوي المبعوث الأممي للمحاكمة ) : أنّ تلك القطعة الإلكترونيّة لو كانت فعلًا جزء من مكونات القنبلة لكانت انفجرت وتلاشت ، والأغرب قيام علماء فيزياء من اسكتلندا بتجربة تفجير بنفس المادة المستخدمة في تفجير الطائرة ، ووجد أنّ ذلك التفجير أنتج بخار كثيف ساخن جدًّا لا يبقي شيء من كونات القنبلة الدّاخلية ، لا قطعة إلكترونية أو غيرها.

يبقى السؤال :

هل هي مؤامرة من بريطانيا وأمريكا على معمر القذافي وكانت كلّها حادثة مفتعلة ، لكي يتم توجيه الاتهام للقذافي ؟؟!

وأن لم تكن كذلك ، هل فعلًا القذافي من أمر بتفجير الطائرة فوق الأراضي البريطانيّة ؟؟!!