أعاني مؤخَّراً من قلة التعلق ، فغالبية الأشياء تمر لدي مرور الكرام من دون فرصة توثيق بصمة تترك أثراً في حياتي ، و أكثر من هم في قائمة الإهمال " أصحاب علاقاتي الجديدة " ،  

 فنادراً ما أترك مكالمة في هاتف زميل العمل ، أو رسالة نصية احتوت على " كيف أنت ؟ " لصديق جامعي ، أما عندما ألتقي بهم فلا أسمع إلا صفاً من الكلمات العتابية و جملاً من تُهم التقصير و اللامبالاة .

 هل هو تجاهل مستقصد مني حقاً؟ ، 

أم ما يُعرف بحالة الخيبات المتتالية التي فرضت عليّ جوّاً مليئاً بالملل و الخوف من التعلِّق بالأشخاص  ، فهنا اكتفيت بعلاقاتي الثابتة و القديمة و أصبحت علاقاتي الجديدة مبنية على أساس الاستفادة المُتبادلة .

 عندما قلت (نادراً )، قصدت بضع مرات أحتاج فيها تلخيص المدرِّس فُلان أو جدول مواعيد العمل الجديد ، و بالمقابل يمكنني تقديم أي خدمات أو مساعدة من دون الرشق العتابي وفنونه ، فأنا أحب علاقاتي هكذا و أحب من يبقى ثابتا على أسلوبه في التعامل ، ولا أريد أن أفقد شغفي و أبني تعاستي على خسارة علاقاتٍ كنت قد جعلتها جزءا من حياتي ،

 فنحن لم نعد في سن السابعة عشر .

انتهى .