في عالم حسي ظاهري يرى الناس فيه ما هو ماثل أمام حواسهم لا غير و يفتخرون فيه بأبدانهم و بقواهم الحسية و كثير منهم يهملون الجوانب النفسية و الفكرية و لا يعطونها وزنا و معظمهم فاسدون في الباطن و يظهرون الصلاح في العلن .. ستجد أن هناك شعب آخر ضعيف يعيش منذ قرون و أحقاب طويلة في اضطهاد و معاناة و هو يكابد و يكافح ليس من أجل تحصيل الرزق و العيش بكرامة فحسب .. بل في نيل اعتراف بحقوقه الإنسانية الطبيعية .. و أيضا نيل حقه في الإعتراف بملكته الفكرية و بفضلها في ظهور جميع الاختراعات الجديدة فكل اختراع جديد أو نظام جديد نافع للبشرية هو موجود بفضل مفكرين و مخترعين و علماء .. و الفكرة الجديدة ليست رزقا سفيها و هينا على الإطلاق .. بحيث يمكن لك بفكرة صغيرة أن تختزل و تربح الكثير من الوقت و التعب و التكاليف .. و انظر إلى حال الدول التي اعترفت بفضل العلم و الفكر و أعطت للعلماء و المفكرين مكانتهم المستحقة و حقوقهم في العيش بكرامة و حرية ستلاحظ وجود اختراعات ساهمت في تحسين حياة الناس و تطويرها بل إن جميع الاختراعات الجديدة التي ننعم بها اليوم جاءت بفضل جهود فكرية و بفضل أفكار أضاءت في أذهان أشخاص أذكياء فقرروا تجسيدها و تطويرها باستمرار .. ثم بعد أن أثبتت نفعيتها قام الناس بتقليدها في جانبها الحسي رغم كونها ظهرت كفكرة خام قبل أن تظهر إلى عالم المحسوسات .. و بالتالي فإن كل اختراع جديد مستوحى من الأصل و مما سبق هو نتاج مجهود فكري جبار بحيث قد يقضي العالم المفكر عمره كاملا لكي يقوم باخراج أفكار قابلة للتجسيد و التنفيذ و تصبح نافعة للناس .. و مع ذلك ستجد كثير من الناس جاحدون و كافرون بفضل العلم و الفكر .. و الفكر قوة نور تعطى لبعض خلق الخالق لكي يكتشفوا و يفكروا و يخترعوا و لا شك في أن طريق الاختراعات الجديدة لا تزال مستمرة فهناك دوما مجاهيل و إختراعات تنتظر من يكتشفها بعد ..