كلنا نكره التفكير المفرط، ولكن التفكير المفرط لا يأتي إلا في سياق الانشغال والإفراط في الأفكار السلبية. مع أن بعض الأشخاص يصيبهم الأرق أيضًا بسبب انشغالهم قبل النوم كثيرًا بتخيل تحقيق الأحلام وتحصيل ما يريدون في الحياة. نعم، هؤلاء الأشخاص موجودون في الحياة أيضًا. فهل يمكن أن نغرق في بحر من التفاؤل المفرط إلى الدرجة التي نفقد فيها الاتصال بالواقع؟

الإيجابية بلا شك قوة دافعة ومصدر إلهام، لكن ولكن تلك الإيجابية السامة -كما يسميها البعض- قد تتحول إلى قناع نخفي خلفه مخاوفنا وعيوبنا. وقد تصبح وسيلة للهروب من مواجهة الحقائق الصعبة واتخاذ القرارات الصائبة.

الأمر له أبعاد تتعدى حدود التخيل والبعد عن الواقع. يكفي التوتر والقلق الذي يلحق بالإنسان وشعوره بضغط كبير لتحقيق توقعاته الكبيرة التي أفرط في التفكير فيها وفي استحضار المستقبل الذي يرى نفسه حققها فيه.