أعتقد أننا لو أردنا أن نحدد أكثر الاضطرابات الشخصية لهذا العصر، فسيكون هذا واحدًا منها بالتأكيد. مشكلة هذه الشخصية أن الأذية الحقيقية تقع عليها دون إدراك، لا تستطيع مثلًا أن تحافظ على علاقات عاطفية أو اجتماعية بسبب الإفراط في التعبير عن المشاعر بشكل درامي لا يتناسب مع الحالة الواقعية، مع الرغبة الدائمة في أن يكونوا موضع الاهتمام طوال الوقت مهما كلفهم الأمر، من خلال تعبيرات جسدية ملفتة، أو أسلوب إيحائي (جنسي في الأغلب) قوي. هم أيضًا يتسمون بالسطحية في كل شيء وسريعون التعلق بمن يشعرهم بمكانتهم ويعزز نرجسيتهم، وفي حالة تغيّر الأمر، يتحول هذا التعلق الشديد لكره غير مبرر.

لماذا ذكرت أنه أحد اضطرابات هذا العصر؟ لأنه يجيب عن أسئلة كثيرة بخصوص المحتوى الرائج على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصل الأمر إلى مشادات وكلامية وأحيانًا جسدية، فقط للوصول لأعلى نسب مشاهدة. مشكلة هذا الاضطراب أن علاجه شبه منعدم، لأن الشخص لا يرغب به من الأساس، صفات كالنرجسية والتلاعب النفسي، تحقق له أهدافه ويرى أنها أسباب نجاحاته، فلماذا يتخلى عنها! كيف يُمكن التواصل معهم من الناحية النفسية؟ مع العلم أن معظم هذه الصفات الخارجية، هي أساليب عقلية دفاعية للتعامل مع مشكلاتهم الداخلية.