أحد الأفلام الوثائقية التي تناولت موضوع الإصابة بالسرطان هو فيلم "The C-word"، يعتمد سرد هذا الفيلم على إظهار مفاهيم خاطئة تمامًا حول السرطان، مفاهيم يدعمها حتى بعض الأطباء مرتبطة بالعلاقة بين المرض والعلاج فقط، لكن لا تعطي أي معلومة حقيقية علمية عن كيفية تغيير نمط الحياة بشكل يقي الشخص من المرض، أو يساعده على مقاومته على أرض الواقع، وهي مشكلة الطب الحديث في العموم.

فلو نظرنا لاحتمالية الإصابة بأنواع السرطان المختلفة في العموم نجد أنها متباينة حسب عوامل الخطر لكل شخص، ولكن الجميع يشتركون في أمرين أساسيين، وهما عدم إجراء فحوصات مستمرة، ثانيًا اعتماد نظام غذائي ويومي يحفز نمو الخلايا السرطانية.

الفيلم أثار بالنسبة لي عدة اسئلة: هل أسباب انتشار السرطان في الوقت الحالي بكثرة ناتجة عن التوجه الاستهلاكي الرأسمالي، أم قلة التوعية بأساليب الوقاية من قبل الأطباء، أم عدم رغبة الناس في تغيير أنظمة حياتهم وتجنب الملذات؟

طبقًا للدراسات فجميعنا لدينا خلايا سرطانية في الجسم، إما يقاومها الجسم وتتخلص منها الخلايا المناعية، وإما تبقى في مرحلة تطور طفيف على مدار سنوات حتى تنشط في مرحلة محددة وفجأة تظهر أعراض السرطان، وما يحفز تطورها هو العديد من الأشياء والعادات منها:

  • تناول السكريات والدهون بشكل مفرط وخصوصًا الأطعمة سريعة (بيتزا-برجر-بطاطس مقلية-دونات-مشروبات غازية)
  • استخدام مستحضرات تجميل ومستحضرات العناية بالشعر والبشرة، التي تحتوي على مواد كيميائية سامة ومسرطنة، وتتعمد الشركات عدم إظهار ذلك وتوضيحه، وللعلم حسب ما ذٌكر في الفيلم، عادة لا يُجرى أي اختبارات تؤكد أمان تلك المنتجات، والاختبار الحقيقي هو عندما يستخدمه المستهلكين.
  • التوتر المستمر بشكل مزمن، يزيد هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، ويضعف المناعة ومقاومة الجسم، أي أن سيطرة التوتر علينا وسماحنا بذلك، هو مساعدة منا لتطور أمراض مختلفة وليس فقط السرطان.
  •  عنصر مهم جدًا جدًا، وهو عدم التعرض للشمس بشكل مستمر، وبالتالي انخفاض نسبة فيتامين D، وهو عامل أساسي في تعديل مناعة الجسم، وانخفاض نسبته تعني الخطر للإصابة بأمراض مناعية والتعرض لمختلف الأنواع من العدوى.
  • آخرهم وعنصر أساسي في تطور أمراض مختلفة، هو عدم الاهتمام بممارسة الرياضة، وذلك لأن تحريك الجسم والعضلات، يساعد في تنشيط الجهاز اللمفاوي وتنظيم حركة السائل الليمفاوي في الجسم وهو جزء أساسي من المناعة، ويساعد في تنشيط الدورة الدموية وحيوية كل العضلات والأعصاب.

أخيرًا، التسويق والإعلانات هدفها الحقيقي هو البيع وضمان استمرار إنتاجهم، لا يهم إن كانت منتجاتهم تسبب الأمراض، بل على العكس الجانب الجيد أن ذلك سيصب في مصلحة إنتاج خطوط أدوية جديدة، وهي من أكبر الصناعات التي توفر عوائد مادية ضخمة جدًا.