على الرغم من أن كل شخص منا ينمو بخطى مختلفة قليلاً عن غيره ولكن بالمجمل يصل جميع الأطفال إلى الأحداث التطورية الهامة ويتعلمون المهارات في حوالي نفس الوقت أكثر او أقل قليلا .

من هذه المهارات اللغة والتواصل، التواصل الاجتماعي، والوظائف الفكرية والقدرة على حل المشكلات بالإضافة إلى الأحداث الحركية مثل المشي والزحف وغيرها.

عندما يحدث خلل في بعض هذه المهارات والتطورات خاصة التنشئة الاجتماعية والتواصل فإنها عادة سوف تقود إلى العزلة ومن هنا ظهر مفهوم التوحد والذي تم تخصيص الثاني من إبريل يوم للتوعية حول هذا المرض حول العالم .

كانت لدي طالبة في الصف الرابع الإبتدائي تعانى من مجموعة من الأعراض منها :

  • صعوبة تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين
  • فرط الحركة الزائد
  • اضطراب الانتباه
  • الارتباط بالأشياء مثل لعبة معينة

القيام بحركات رتيبة مكررة مثل هز اليدين والرجلين

كانت تعانى من عزلة شديدة تجلس في الفصل وكأنها غير موجودة فيه، لا تثيرها أي حركة ولا يضحكها ويوثر فيها اي موقف، حاولت بقدر الإمكان دمجها في الفصل مع زملاءها لكن المحاولات باءت بالفشل للأسف، إلا أن قمت باستشارة المرشدة النفسية والتربوية في المدرسة فقامت بإخباري بأنها تعانى من التوحد .

التوحد هو عبارة عن هو اضطراب عصبي نمائي مهم تظهر فيه أعراض في مرحلة الطفولة المبكرة.

يُعرف التوحد بانفصام الطفولة ولم يتم إرجاع هذا المرض لسبب معين إلا ان بعض الدراسات أشارت أن الوراثة قد تلعب دورًا هامًا في هذا المرض وقد يرتبط بعوامل جينية ووراثية لدى الأطفال حيث تكون جيناتهم أقرب للإصابة بهذا المرض .

لذلك لا يوجد تشخيص معين ومحدد لهذا المرض لغياب الاختبارات الطبية المعنية بذلك وهنا يمكن دور الاسرة في ملاحظة أطفالهم وسلوكياتهم وعلاقتهم بالآخرين وفيما إذا كانوا يواجهون صعوبة في النطق أو النظر للآخرين وغيرها .

في حال عدم توافر علاج صريح لهذا المرض واقتصار العلاج على التدريب السلوكي وتنمية مهارات التواصل كيف يمكننا أن نساعد الأطفال المصابين بالتوحد في مواجهة هذا المرض؟ كيف يمكننا أن نعمل على توعية الأفراد والأسر بهذا المرض حيث لا تكتشف العائلات إصابة طفلها بالتوحد إلا بعد عامين أو ثلاثة من وجود المرض لديه ؟

وان كنت مكاني في الفصل هل كنت ستعرف بأنها تعانى من ذلك قبل سؤال المستشار النفسي والتربوي ؟ ما هو التصرف الذي ستتبعه في تلك الحالة بعد ان عرفت بأنها تعانى من التوحد.