خلال اللحظات السعيدة والمناسبات المفرحة، عادةً ما نتمنّى أن يمر الوقت ببطء كي لا نصل إلى لحظة النهاية! لكن بالنسبة لفئة قليلة من الناس، فإن تمنّي أن يستمر وقت السعادة والانبساط إلى فترة أطول ليس واردًا في أجندتهم! بل على العكس تمامًا، نجدهم يرقبون يشعرون بالخوف والريبة والقلق كلّما اقترب وقت الحدث السعيد!

مؤكّد أنك التقيتَ أشخاصًا من هذا القبيل من قبل، أشخاص يخشوْن أن يمرّوا بلحظات سعيدة، بل ويدخلون في حالة من القلق والتوتر الواضح، ويربطون ذلك بأمر سيء قد يحدث بعد هذه اللحظات السعيدة!

مثل هؤلاء ليسوا أشخاص سوداويين، إنّما يُعانون من متلازمة تُعرف باسم الخوف من السعادة أو الشيروفوبيا.

ويبدو أن هذه المتلازمة لم تحظَ بالاهتمام والشعبية نظرًا لأن أعراضها عادةً ما تُصنّف على أنها أحد أشكال الاكتئاب.

غالبًا ما يرفض المصابين بهذه المتلازمة الاعتراف بالسعادة أو الخشية من تجربتها لصدمة تعرّضوا لها في الماضي أو تجربة غير سعيدة مرّوا بها.

عدا عن أن نسبة كبيرة منهم يروْن أن الشعور بالسعادة لفترة طويلة ليس بالأمر الجيّد لأنه شعور سيتلاشى مع الوقت كلّما زادت الحماسة. كما أن الانطوائية والاكتئاب عوامل تُساهم في تطوّر المتلازمة.

أنماط أخرى تساعد على الإصابة بهذه المتلازمة، وغالبًا ما تكون موروثات فكرية غير صحيحة، مثل ربط السعادة الظاهرة بالسذاجة والسطحية. لذلك قد نجد الشخص الذي يخشى السعادة يسعى إلى الكمال ومن وجهة نظره تجنّب السعادة أحد الوسائل لذلك!

وحيث أنها متلازمة نفسية، فما من علاج موضعي معيّن يقضي على هذه المشاعر السلبية. لكن بالتأكيد هناك ممارسات يُمكن أن تُخفف من آثارها وتُخرج الشخص من الفقّاعة التي أحاط نفسه بها.

من هذه الممارسات، تقنيات الاسترخاء والعلاج السلوكي المعرفي، وحتى يوغا الضحك!

وأنت عزيزي القارئ، هل صادفتَ شخصًا في حياتك يُعاني من الشيروفوبيا؟ وباعتقادك كيف يُمكن علاج هذه المتلازمة إضافةً لما ذكرناه؟