بالأمس قرأت عن شخص قام بمسح بيانات شركة مختصة في بيع الإستضافات، فمسحها من الوجود كما مسح كل بيانات الحرفاء، عند قرائة التعليقات تسائل البعض عما فعل التقني عندما تفطن لفداحة الخطأ

هناك من قال يهرب من البلد،هناك من قال يغلق على نفسه الغرفة و يضع مسدس في فمه و يطلق النار على نفسه...

بالنسبة لي أنا عملت في عدة شركات ، كذلك تحملت عدة مسؤوليات سواء في الحياة المدنية أو العسكرية،أو في الحياة الجامعية أو الجمعياتية، كما أدرت عدة شركات، في إحداها تركنا المدير و إنشغل بالسياسة (الآن يشغل منصب سياسي) ، و كلفني بالإدارة.الآن أتجنب المسؤوليات.

معمل الطماطم:

عملت في غرفة التحكم في معمل طماطم ، كل تجهيزاته إيطالية، كان يسيره كادر إيطالي بأجور خيالية، لذلك مرة قرر صاحب المصنع طرد كل الإيطاليين ، و إنتداب إطارات محليين، فتم إنتدابي للعمل على برنامج التحكم في المصنع ، البرنامج يقوم بأخذ قرائات تحديد الحرارة و إمتلاء الخزانات بمعجون الطماطم الذي يمر على ثلات مراحل و يطبخ بالبخار، أنا كنت أقوم بتجربة الأوامر التي يصدرها البرنامج و مهندس الكهرباء و الميكانيك يحددان الصمامات المسؤولة و المحركات و المضخات...

قمنا بتوثيق و تفسير عدة أوامر، لكن بما أن البرنامج مصنوع بالفيزيال بيزيك و قاعدة معطياته بالأكسس، دخلت على ملف قاعدة البيانات و قمت بتجربة حذف سطر أو إسم دالة ثم معرفة سلوك الآلات، و يا للهول فإحدى الأوامر تقوم بفتح صمام يفرغ الصهريج الكبير، تقريبا يحتوي على 24 طن من معجون الطماطم في المجاري ، لكن فاضت الطماطم و تفطن لها العمال، فهرعوا يطرقون باب قاعة التحكم،إلتفت إلى زميلي وجدته أصفرالوجه ، القاعة من البلور، شاهدت العمال متجمهرين خارجا، حدست أن الأخبار وصلت إلى صاحب المصنع، الحقيقة، تجمدت من الخوف، لكن دخل إبن صاحب المعمل يترامى يمينا و يسارا، عرفت أنه سكران أو مزطول، مباشرة صرخت عليه و دفعته خارجا، فبدا الأمر كأننا نتخاصم حول شيء ما، ثم خرجت فأمرت العمال بأن يبدأوا في تنظيف الطماطم المسكوبة على الأرض.طبعا لم يسأل أحد حول هذا الأمر، كما أن المخبرين لم يتصلوا بالمالك حتى لا يصل خبر سوء سلوك إبنه، أصلا يبدو أنهم ظنوا أنه هو من تسبب في العطل.

حرق المحرك الكبير:

المصنع يشتغل بمحركات كهربائية عملاقة من نوع ABB ، أحد مؤشرات الحرارة يعطي قرائة خاطئة للبرنامج فإذا كانت 80 درجة، فهو يكتب 60 و البرنامج عند حرارة معينة يقوم بتشغيل دورة تبريد أوتوماتيكية للمحرك، ذات ليلة جاء أحد الميكانيكين وقال أنه شاهد شرر يتطاير من المحرك الكبير، عندما نظرت إلى الشاشة رأيت حرارة 90 يعني 110 لذلك يجب تشغيل دورة التبريد يدويا، لكني تجاهلت ذلك بسبب قلة النوم فقد كانت الساعة الثاني صباحا، و فجأة إشتعل المحرك،قام التقنيين بإطفائه، ثم جائوني لغرفة التحكم،في الصباح سيسمع المالك و سيطردنا جميعا، لذلك إقترح أحد الميكانيكيين إفراغ زيت التبريد من المحرك، و إذا سأل أحدهم نقول أن المحرك فرغ من الزيت.

تلك السنة في الشهر الأول تكبدت الشركة خسائر فادحة، لكن صاحب المصنع أخبرنا أنه يراهن علينا، لذلك حاولنا كثيرا إلى أن تمكنا من فهم برنامج عمل المصنع، عملت معهم ثلاث مواسم في قاعة التحكم خاصة و أن المصنع يعمل لثلاث أشهر في موسم جني الطماطم في جويلية و أوت و سبتمبر

طبعا لولا تلك الأخطاء الكارثية لما تمكنا من الإستغناء عن الإيطاليين.

مازلت علاقتي جيدة بالمالك و المديرين، لذلك كلما أجد شخص بطال في الصيف من طلبة أو غيرهم أرسلهم إلى المصنع للعمل.

حتى لا أطيل عليكم، لدي تجارب في قطاع الإنشاأت حيث إشتغلنا في إنشاء مطار بنينة /بنغازي في ليبيا مع شركة كندية إسمها snc lavalin حيث إشتغلنا على برنامج حسابات إسمه سكيروس فاروسskiros/pharos، قديم جدا وقتها الخطأ بآلاف الدولارات، توقفنا عن المشروع سنة 2012، كذلك عملت في عدة شركات و شاهدت أخطاء قاتلة.

يتبع[]