في مختبر دكتسور العبقري، قام الفأر برين بتجربة كميائية بحلّ 5 مول من السائل الدماغي الشوكي ضمن لتر من حمض الطمع والجشع، كانت التجربة مروّعة، ونتج عنها أصوات وألوان وأشكال وأعلام وهتافات مناهضة للعولمة وخلافات أسرية وروائح البلهارسيا والتيفوئيد، واستمرّت التجربة حتى دق الباب عدد من أفراد جهاز الأمن المركزي وألقوا القبض على الفأرين.

بعد التحقيقات الطويلة، تبيّن أن عددًا من الموظفين في الحكومة متورطون في عملية نصب كبيرة، راح ضحيتها الفقراء والمساكين.

كنت أراقب الوضع عن بعد وأنا أضع نظارتي السوداء وأقف على حافة مكنستي السحرية فوق حديقة مركز المدينة، وكان هناك بعض الأطفال يشاهدونني وأنا أحاول تجاهلهم (كي أبدو في مشهد أكشن مع القليل من الدراما).

لاحظت دخول ضابط رفيع المستوى إلى غرفة التحقيق (وهي عبارة عن علبة كبريت مكتوب عليها Pepsi)، رفع يده عاليًا ولطم وجه الفأر بينكي، فأقر فورًا بارتباط الكورونا وال5G بانتخابات المجلس النيابي بمعادلة صعبة من الدرجة الثانية، تحتوي على متغيرات جيوسياقراطية مرتبطة بالمادة السوداء المظلمة في قلوب بعض الناس.

بسمّاعاتي المتطورة تقنيًّا استطعت سماع الضابط يقول للمساعد، سجّل ذلك في المحضر، ولاحظت أن المساعد يسجّل بخط جميل جدا، وكأنه خط Hellvertika المشهور في صفحات الويب.

قمت بتمرير شريط الأحداث سريعًا (وأنا لا أزال أضع نظاراتي السوداء)، فوصلت إلى مشهد إعدام الفأرين بتهمة حيازة العلم والمعرفة، وكان هناك جمهور حاشد يشتم العلم والمعرفة والفأرين، وينادي ببعض الهتافات الداعية إلى إطالة عمر علبة كبريت الPepsi.

حاولت تجاهل المشهد المروّع، عن طريق كتابة هذا الموضوع، ولكن يبدو أن هناك أمورًا لا يمكننا تجاهلها بسهولة.