الإحتراف (في مفهوم عالم الخدمات)، يدل على التخصص في إكتساب مهارة معينة متعلقة بخدمة خاصة، وتطبيقها بإتقان تام.

في مفهوم عالم الفلسفة، الإحتراف يعني تحويل الموجود في عالم الأفكار، إلى موجود في عالم الواقع، بكامل المواصفات تقريبا. أي تحويل فكرة معينة إلى تطبيق، بشرط أن تكون الفكرة والتطبيق متشابهان تقريبا. مثلا لديك قصة فيلم في رأسك، فإن كنت محترفا في ميدان السينما، فإنك ستُحول ذلك الفيلم من عالم الأفكار إلى عالم الواقع، من خلال فيلم سينمائي، بدرجة يكون التشابه بين الفيلم الذي كنت تتخيله والفيلم الذي أنتجته، متشابهين تقريبا في جميع المواصفات.

أظن أن مفهوم الإحتراف أصبح واضحا، لنتكلم الآن عن مفهوم الإحتراف في عالم خمسات.

استعمل موقع خمسات إستراتيجية الطبيقية والتراتبية، من أجل التحفيز على التنافس من جهة، ومن أجل كسب ثقة المشتري من جهة أخرى.

فالمشتري يبحث عن محترفين، لهذا سيبحث عن شخص له رتبة "بائع نشيط" أو "بائع متميز" (مثلا) ليشتري منه الخدمة. هنا الخطأ.

فرتبة البائع المتميز أو رتبة البائع النشيط، لا تعني الإحتراف، بل تعني أن الشخص ذا هذه الرتبة، هو بائع قديم في الموقع، باع العديد من الخدمات. فقد يكون هناك بائع جديد و أكثر إحترافية من بائع متميز. أي، أن الرتبة ليست معيارا للإحتراف، وإنما هي فقط معيار للأقدمية والنشاط في البيع.

الطلب المتزايد على خدمات البائعين ذوي الرتب العليا، تجعل البائع الجديد، يرى أن التنافس داخل الموقع ليس عادلا، وهذا يجعله أمام إختيارين إما مغادرة الموقع، أو خفض سعر خدماته(حتى ولو كانت أكثر إحترافا) لأدنى سعر، أمام أسعار خدمات البائعين ذوي الرتب الكبيرة. وحتى ولو نجح في بيع تلك خدماته، فإنه سيُحس بأن خدماته الإحترافية تباع بأثمن لا تستحق ذلك الإحتراف. مما سيجعله في الأخير يُغادر الموقع. (بإستثناء أصحاب النفس الطويل، وهؤلاء إستثناءات نادرة، والإستثناء تأكيد للقاعدة)

إذن في كلا الإختيارين فإنه سيُغادر. أين ستظهر الخطورة على الموقع؟

الخطورة ستظهر، إن تم إنشاء موقع مشابه لموقع خمسات، (والأسوء أن يكون أحد المغادرين من هذا الموقع هو من أنشأه)، فجنون التحدي يصنع العديد من المفاجآت.