قرأت أمس تجربة لأحد المستقلين يروي فيها ما حدث معه أثناء عمله على مشروع كبير. قال إنه لم يمنح نفسه أي وقت للراحة، كان يعمل يومًا بعد يوم بلا توقف، ينام ثم يعود مباشرة إلى العمل. كان هدفه أن يُنهي المشروع في أفضل صورة ممكنة، وبالفعل نجح في ذلك؛ المشروع حقق نتائج ممتازة، والتقييم إيجابي، والعميل كان راضي تمامًا
لكن بعد انتهاء المشروع، بدأت الآثار السلبية تظهر عليه، إذ قال إنه مرّ أكثر من شهر وهو فاقد تمامًا للشغف، لا يشعر بأي حماس، ولا يستطيع البدء في أي عمل جديد. كلما حاول العودة يجد نفسه مرهق نفسيًا وجسديًا، وكأن المشروع استنزف طاقته بالكامل.
هذا الموقف يوضح خطأ شائع يقع فيه كثير منا، وهو العمل المتواصل دون فترات راحة. فالراحة ليست كسل، بل ضرورة لاستعادة التوازن. فحين يأخذ الإنسان استراحة، لا يعني ذلك أنه يتباطأ، بل يستعيد طاقته ليكمل بذهن صافي وإنتاجية أعلى. فالاستمرار بلا توقف قد يبدو إنجاز ويؤدي الي نجاح فعلاً لكنه في النهاية يترك أثر سلبي على النفس، ويفقد صاحبه الشغف لأنه لم يعرف كيف يوازن بين العمل والراحة.
التعليقات