عندما كنت أعمل بشكل مستقل من المنزل فقط، كنت أبذل جهدًا كبيرًا وأنجز أعمالي بضمير، لكن كثيرًا من الناس من حولي لم يكونوا يأخذون عملي على محمل الجد، وكأن العمل لا يعد عملًا إلا إذا كنت أذهب إلى مقر ثابت وأوقع الحضور والانصراف! لكن حين بدأت العمل بشكل منتظم في مدرسة، تغير كل شيء، وأصبح الناس يبدون احترامًا وتقديرًا أكبر، مع أنني كنت أعمل بجد قبل ذلك أيضًا، فالفرق لم يكن في قيمة العمل بل في نظرة المجتمع. شاركونا لماذا نربط احترام الشخص بكونه موظفًا في مؤسسة، لا بجهده الحقيقي بغض النظر عن كونه مستقل أو موظف في شركة؟
لماذا لا نحظى كمستقلين بالاحترام الاجتماعي الذي نحصل عليه فقط عندما نعمل في شركة؟
اتفق معك الكبار لم ولن يتغيروا طبيعة تكوينهم وفي اعتقادهم أنهم دائمًا على صواب والآخرين لا يفهمون شئ، انا أعاني مع أفراد من عائلتي لديهم هذا الاعتقاد!
التكنولوجيا وسوق العمل وأدواته تغيروا واختلفوا اختلافات جذرية بمعنى فكرة أن تعمل من المنزل مع شركة في بلد آخرى وتحصل على راتبك عبر بطاقة الدفع لو كنت قولت لأحد هذه الحكاية من عشرين أو خمسة وعشرين سنة لأعتبر هذا درب من الجنون!
واتفق معك أن أهم شيء هو أنك تحصل على مال ودخل وهذا ما سيجعلهم يحترمونك في النهاية!
عمري 44 عامًا، ولست كبيرًا ، لكنني أصبحت أكثر خبرة في الحياة مما يجعلني أتعامل مع قراراتي بحكمة أكبر، خاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل أولادي. لو جاء شاب ليطلب يد ابنتي، وقال لي إنه يعمل بشكل مستقل (فريلانسر)، سيكون من الصعب عليّ أن أقبل بهذا الخيار. لن أجازف بأن أشعر أن ابنتي ستعيش حياة مليئة بالضغوط وغياب الاستقرار المالي. من وجهة نظري، الدخل الثابت والجيد مهمان جدًا لبناء حياة مستقرة وسعيدة. إذا نظرنا إلى الجانب العملي، نجد أن الموظف المستقر يتمتع بمزايا لا يستطيع المستقل الحصول عليها بسهولة. الموظف غالبًا ما يحصل على تأمين صحي يغطي أفراد أسرته دون أن يتأثر راتبه، بينما المستقل قد يجد نفسه في ورطة بسبب زيارة واحدة لمستشفى قد تقضي على كل ما جمعه من مال خلال أشهر. هناك عالم كامل من التحديات يواجه العاملين بشكل مستقل لا يدركه الكثيرون. للأسف، كثير من الأشخاص يبتعدون عن الوظيفة لأنهم لا يريدون الالتزام بمواعيد ثابتة. فكرة "أنا مدير نفسي، وأعمل متى ما شئت" تبدو مغرية لكنها غالبًا مجرد وهم. العامل المستقل قد يبدأ يومه متأخرًا، ثم يقضي ساعات طويلة في البحث والعمل عبر المنصات ليحاول كسب بضعة دولارات لا تكاد تكفي احتياجاته الأساسية. أحيانًا قد تمر أيام دون أي دخل يُذكر. في المقابل، الموظف يلتزم بساعات عمل صباحية محددة، وبعدها يمضي يومه مستمتعًا بوقته مع أسرته ومخصصًا وقتًا لنفسه. هذا التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو ما يجعل الوظيفة خيارًا أفضل للكثيرين، خاصة عندما يتعلق الأمر بتكوين أسرة وتحقيق الاستقرار على المدى البعيد.
التعليقات