في مرحلة معينة من عملي الحر، كنت أتحمّل كل شيء بنفسي: التواصل، البحث، التنفيذ، المراجعة، وحتى التنسيق النهائي. وكنت أظن أن الاعتماد على شخص آخر سيقلل من جودة العمل أو يخلق مشاكل إضافية. لكن بمرور الوقت، شعرت بالإرهاق يتراكم، وتراجعت إنتاجيتي، بل بدأت أؤجل مشاريع بسبب الضغط. وقتها قررت تجربة التفويض الذكي. لم أفوّض المهام الأساسية التي تتعلّق بجودة العمل، بل ركّزت على المهام المتكررة والبسيطة: تنسيق الملفات، المتابعة مع العملاء، أو تفريغ محتوى بسيط. استعنت بمساعد افتراضي، وبدأت ألاحظ الفرق. النتائج كانت واضحة: الوقت أصبح أكثر مرونة، تركيزي الذهني تحسن بشكل ملحوظ، والجودة تحسّنت لأنني أصبحت أركّز على ما أُجيده فعلًا. التفويض لم يكن تخليًا عن المسؤولية، بل وسيلة لتحسين أدائي وتقليل الضغط دون أن أتخلّى عن السيطرة. هل جرّبتم من قبل تفويض بعض المهام في عملكم الحر؟
لم يكن من السهل أن أُفوّض جزءًا من عملي.. لكن "التفويض الذكي" أنقذني من الإنهاك
التعليق السابق
صحيح، بيئة الشركات غالبًا ما تُشجّع على التفويض لأنه جزء من نظام العمل الجماعي، لكن في العمل الحر الأمر مختلف؛ كثير من المستقلين خاصة في بداياتهم ينظرون إلى التفويض على أنه تقليل من الاحترافية أو ضعف في السيطرة على التفاصيل. وأنا كنت من هؤلاء في البداية، حتى ظننت أن قيامي بكل شيء بنفسي هو الضمان الوحيد لجودة العمل. لكن مع الوقت، اكتشفت أن هذه النظرة غير دقيقة، وأن التفويض الذكي حين يُطبّق بشكل مدروس لا يقلل من الجودة، بل يرفعها. هو ليس تخليًا عن المهام، بل تركيز على ما تُجيده فعلاً، وتوزيع ما تبقى على من يمكنه إنجازه بكفاءة. وبالنسبة لي، كان خطوة فارقة في تحسين إنتاجيتي وتخفيف الضغط النفسي.
التعليقات