خلال حديثي مع صديقتي التي تعمل أيضًا كمستقلة، شاركتني طريقتها في تسعير المشاريع. قالت: أنا لا أُسعّر حسب الوقت أو الجهد فقط، بل أُفكّر: هذا المشروع، كم سيوفّر على العميل؟ كيف سيساعده؟ هل سيسهم في زيادة مبيعاته أو تحسين صورته أمام جمهوره؟ استوقفتني عبارتها، فسألتها: وكيف تعرفين مسبقًا إن المشروع سيكون له هذا الأثر؟ قالت ببساطة: من خلال فهمي للهدف من المشروع، وسياقه داخل عمل العميل. لا أحتاج إلى أرقام دقيقة، لكن يكفيني أن أُدرك إن ما أقدّمه له فائدة واضحة تؤثر على عمله بشكل مباشر. كلامها جعلني أعيد التفكير في طريقتي في التسعير، وهل أحيانًا أقلّل من قيمة عملي حين أربطه فقط بعدد الكلمات أو الوقت المبذول. ما رأيكم؟ هل سبق أن فكّرتم في تأثير خدماتكم على العميل عند تحديد السعر؟ وهل التسعير القيمي يناسب مجالاتكم؟
التسعير القيمي: خطوة ذكية أم مخاطرة في العمل الحر؟
بالطبع التفكير في تأثير الخدمة علي العميل أمر مهم جداً ومن الذكاء أخذه في الإعتبار حتي يتم تحديد سعر الخدمة ولأعطي لكي مثال واقعي، لو أن أحد الناس يحتاج إلي شراء سلعة أو منتج ما باستمرار ولكن هذا المنتج مكان بيعه بعيداً عن هذا الشخص ويستهلك وقت وجهد ومال للحصول عليه، فلو أن أحد ما استطاع أن يوفر هذا المنتج بالقرب منه يجب عليه في تلك الحالة التفكير في كيف أنه سيوفر على هذا المشتري ويمكنه في تلك الحالة أن يطلب سعراً أعلي نوعاً ما عن الطبيعي لأنه سيكون قد أدي خدمة لهذا الشاري وهكذا، أيضاً بالنسبة للمستقل لو أن عمله له قيمة إضافية مثلاً أو يقدمه بشكل سيوفر على العميل مجهود وبحث أكثر فليس من العيب في تلك الحالة أن يطلب سعراً أعلى مقابل هذه الخدمة، وبالطبع سيتقبل العميل لأنه سيعلم مدى استفادته من تلك الخدمة بالخصوص.
أعجبني مثالك الواقعي، فهو يوضح الفكرة بشكل مبسّط وفعّال، خاصة حين نربط بين القيمة المضافة والتسعير. ما أشرتَ إليه يلفت الانتباه لنقطة أجدها محورية: أحيانًا لا نُقدّر نحن أنفسنا مقدار ما نوفره على العميل، سواء من وقت أو مجهود أو نتائج ملموسة، فنقع في فخ التسعير وفق الجهد فقط، لا الأثر. ربما لو بدأنا بتقدير هذه "الخدمة غير المرئية" التي نقدّمها ضمنيًا، سنتمكن من بناء نمط تسعير يعكس القيمة الحقيقية، دون أن نخشى من رفع السعر طالما كان مبررًا وواضحًا.
التعليقات