في العمل الحر، لا يقتصر التحدي على إنجاز المهام فقط، بل يشمل أيضًا التعامل مع شخصيات مختلفة من العملاء. قد نجد أنفسنا أحيانًا أمام عميل سلبي في تعامله، يفتقر لروح التعاون أو يغلب على تواصله الطابع السلبي، لكن في المقابل، يدفع بشكل جيد ويلتزم من الناحية المادية. في مثل هذا الموقف، يحتار المستقل بين أمرين: الاستمرار من أجل الحفاظ على مصدر دخل جيد، أو الانسحاب حفاظًا على راحته النفسية وجودة بيئة العمل. فما هو القرار الذي تتخذه في مثل هذا الوضع؟ وهل ترى أن العائد المالي المضمون يستحق التضحية بالراحة النفسية أم أن بيئة العمل أهم من المقابل المادي مهما كان مجزياً؟
إن تعاملت مع عميل سلبي جداً، لكنه يدفع جيداً... هل تستمر أم تنسحب؟
السلام عليكم /
سؤال واقعي يُلامس صميم تجربة العمل الحر، خصوصًا في بدايات الاستقرار المهني.
من تجربتي، تعلمت أن العميل الصعب ليس دائمًا خسارة، لكنه اختبار لقدرتك على وضع الحدود وبناء نضج مهني.
إذا كانت السلبية مؤقتة ويمكن إدارتها بالتواصل الواضح، فقد يكون من الحكمة الاستمرار مع وضع حدود واضحة.
أما إن أصبحت العلاقة تُنهكك نفسيًا وتؤثر على جودة إنتاجك أو احترامك لذاتك، فهنا الانسحاب بصمت هو خطوة ذكية لا هروب.
الراحة النفسية ليست رفاهية في العمل الحر، بل هي أحد أركانه الأساسية.
في النهاية، المال يُعوّض، لكن احترام النفس لا يُشترى.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في رأيي أيضًا أنه إذا كانت سلبية العميل في حدود المعقول يمكن الاستمرار بالعمل، أما إذا كانت سلبياته كثيرة بطريقة تضغط على نفسيتنا، فأقول إنه إن لم يكن لدينا التزامات مالية فربما من الأفضل ترك هذا العميل والبحث عن عمل أو مشروع آخر، ففي هذه الحالة قد نجد أن ما نجنيه من عمله نقوم بإنفاقه على العلاج النفسي والجسدي نتيجة الضغط الشديد.
التعليقات