من الطبيعي أن تواجه الأم العاملة من المنزل تحديات كبيرة في تحقيق دخل مستدام دون التأثير على واجباتها الأسرية. العمل الحر يمنحها المرونة التي تحتاجها، لكنه يتطلب مهارات تنظيمية عالية لتوزيع الوقت بين المهام المهنية ومتطلبات الأسرة. أحيانًا يكون من الصعب الفصل بين العمل والمنزل، مما يسبب ضغطًا نفسيًا وتأثيرًا على جودة الأداء في كلا المجالين. لذا، كيف يمكن للأم التي تعمل من المنزل أن توازن بين تحقيق دخل كافٍ وأداء واجباتها الأسرية دون أن تضحي بأي جانب؟
العمل الحر من المنزل: كيف تحقق الأم دخلًا دون الإخلال بواجباتها الأسرية؟
بشكل عام المرأة العاملة لا بد أن تدفع ثمنا ما مقابل عملها سواء عمل رسمي في المكتب أو عمل حر من المنزل، كلاهما يحتاج إلى وقت و تركيز ليكون ناجح ويحقق أهدافه من دخل مستدام و توفير مصدر رزق.
بالرغم من أن معظم النساء تلجأ للعمل بسبب الحاجة للمال وهذا عمل يحترم و دور عظيم لتوفير احتياجاتها هي و الأولاد، ولكن هذا لا ينفي أن الأسرة ستدفع ثمن ذلك بطريقة أو بأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر، الوقت المخصص للأبناء سيكون أقل و سيؤثر على علاقتهم بالأم، الأم ستكون غالبا مرهقة و مزاجها متقلب و حتى بعد أوقات الدوام ستكون بحاجة للراحة و لن تكون مهتمة ببيتها و أسرتها كما لو كانت متفرغة.
أوافقك تمامًا أن العمل، سواء كان رسمي أو حر، يتطلب وقت وتركيز، وأن هناك ثمناً يُدفع على الصعيد الأسري والشخصي، خصوصًا للأمهات. الضغط والإرهاق والتأثير على المزاج هي تحديات حقيقية تواجهها الكثيرات، وهذا ما يجعل التنظيم والمرونة أمر ضروري. من وجهة نظري، رغم هذه التحديات، يمكن للأم العاملة من المنزل أن تحقق توازنًا مرضيًا بين العمل والأسرة إذا وضعت خطة واضحة، وحددت أولوياتها بذكاء، واستعانت بالدعم المناسب سواء من الأسرة أو خدمات خارجية. فالعمل الحر يمنحها فرصة لتحقيق استقلال مالي وتنمية ذاتية، وهو أمر لا يقل أهمية عن الواجبات الأسرية، طالما كان بوعي وبتوازن يحمي الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.
التعليقات