المتنبؤون (forecasters ) في الشركات والدول والاقتصاديات جزء ركيز من التفاعل مع المستقبل ووضع استراتجيات وسيناريوهات المستقبل سواء للشركة, او الاسهم في البورصة أو سياسات الدول لذا في الولايات المتحدة مثلًا هناك بشكل دوري مسابقات تجري بين ال forecasters للتوقع في الاحداث المستقبلية في مجال التكنولوجيا والاقتصاد والسياسات للدول مثل توقع الحروب وتوقع ارتفاع الاسهم وصعود قطاعات صناعية بعينها وهكذا..
لكن الموضوع على الرغم من صعوبته لو نظرنا فقط للجانب الرياضي فيه لكن في الحقيقة اعظم المتنبؤون يكون تنبؤهم ترجيحي في الاساس مبني على الشك, ويترواح بين 50-70% اذ يعد الforecaster الذي يتوقع نتايج تأكيدية تترواح بين 90-100% شخص خطر جدًا لا يؤخذ بتوقعه بل حتى لو اصاب في رأيه يعد شخص خطر للأخذ برايه, ويجب ان يعاقب ان اخفق.
لكن يعلمنا ال Forecasting امور كثيرة ليست حساب درجة التوقعات فقط لكن ايضًا يعلمنا الفرق بين التفكير البسيط والتفكير التحليلي.
معظم من يشبه رمي القرد للأسهم كان تفكيرهم بسيط يربط بين فكرة كبيرة وبين توقعه لذا كان دائمًا تؤثر الفكرة الكبيرة التي يؤمن بها بتوقعه وجد في دراسة ان تلك النوعية من التوقعات تخفق بشكل مضحك. مشكلة هذه النوعية من المتنبئين هو انهم لم يعتادوا ان يخرجوا من المنطق البسيط للمنطق التحليلي تؤثر فيهم الايدلوجية والتوجهات بشكل اساسي. مثل الغزالة حياتها عبارة عن اكل من الاعشاب والشرب من الينابيع .. لكنها دائمًا لديها فكرة كبيرة وهو النجاة من الاسد, لذا الغزالة تفسر بشكل اساسي اي ظل بين الاعشاب على انه أسد فتهرب.. وفي الحقيقة هذا التفكير مفيد للغزالة بل مفيد للبشر في المواقف التي تتطلب جزء من الثانية للتفاعل مثل رجل الاطفاء عندما يدخل مكان يندلع فيه الحريق عليه ان يفسر ما يحدث حوله ليأخذ موقف سريع ينجيه قبل انفجار الوضع من حوله.
لكن هذا لا ينفع مع اتخاذ القرار, وقراءة البيانات على جوجل اناليتكس الخاصة مثلًا بسلوك المستهلك, لذا وضع عدة تنبؤات تحليلية ثم وضع عدة فرضيات ثم تجربتها لاحقًا يكون الاسلوب الامثل للتفاعل مع سلوك المستهلك مثلًا على المتجر الإلكتروني؛ في حين وضع فكرة واحدة كبيرة لمجرد مشاهدة لقطات شاشة للعميل او قراءة بيانات واستعرضها يؤدي في النهاية للأخفاق, لكن الاسلوب التحليلي يتعامل مع الاخفاقات بشكل منظم ويتفهمه أذ ان تفسير الارقام لعدة تنبؤات وتوقعات ثم وضع عدة فرضيات لكل توقع من شأنه يجعلنا ان نصل للنتائج الافضل في النهاية.
وأنت كيف يشكل التفكير البسيط لتوقعاتك في العمل وفي خطة التسويقية للشركة؟!
