أحيانا عندما نعمل أو نذاكر نجد أنفسنا منغمسين تماما لدرجة أننا فقدنا الإحساس بكل ما حولنا، وحتى الوقت، ونكون بكامل تركيزنا وإبداعنا وإنتاجيتنا، هذه الحالة يسمونها علماء النفس "حالة التدفق" وهناك أدلة تؤكد أن هذه الحالة ترتبط بالمزاج الإيجابي والرضا الوظيفي، والرفاهية العاطفية على سبيل المثال لا الحصر.

ولكي أوضح هذا بشكل عملي، فمثلا عندما نعمل على مهمة معتادة، قد نصاب بملل نتيجة تكرارنا لنفس المهمة يوميا، وهذا الملل بدوره يؤثر على حالة التدفق بالسلب، وبالتالي يكون الحل إيجاد تحدي معين بالعمل، كالبحث عن وسيلة مختلفة لإنهاء المهمة أو البحث عن أكثر جزء تعقيدا والبدء به، المهم خلق نوع من التحدي ليجبرنا على التركيز والبحث عن حلول جديدة، هذا بدوره يدفعنا لحالة التدفق بشكل تدريجي، مع طبعا البعد عن المشتتات والمقاطعات، بجانب أن الموظف الذي يعمل بنوع من الاستقلالية في عمله يكون أكثر قدرة على الوصول لحالة التدفق أكثر، مقارنة بموظف مديره فوق رأسه بكل كبيرة وصغيرة.

رغم أن الكلام كله عمليا صحيح وأراه فعال، ولكن أجد أن هذه العملية يصعب الوصول لها يوميا في ظل متطلبات الحياة وضغوطاتها، وهذا يدفعني لتساؤل كيف يمكننا تهيئة بيئاتنا ومهامنا للوصول إلى حالة التدفق هذه بانتظام؟