مرحبا إسراء، شكرا على الموضوع المهم لكل مستقل
هل تصدقين إذا أخبرتك أن المال الذي أحصل عليه الآن أقل بكثير مما كنت أجنيه في العمل الحر وعملي على مشاريعي الخاصة بصفة عامة من خلال النت؟ وصلت إلى مرحلة محددة كنت مستعدا لقبول أي تدهور أو تراجع في حياتي الاقتصادية مقابل أن تتحسن نفسيتي، وصل بي الأمر إلى صعوبة بالغة في التواصل الحقيقي مع الناس، والتضايق من كل شيء بدرجة كبيرة جدا. عندما تتواجد أمام حاسوبك لديك ما يكفي من الخيارات للتحدث مع من يشبهك وتنتقي كل شيء تفعله، هذا من جهة، في حين أن التعامل الواقعي مليء بكل الاحتمالات ومختلف العقليات التي سيصعب عليك التأقلم معها إذا أطلت الاعتزال مع حاسوبك. لأجل النتائج النفسية الوخيمة دائما نجد مقالات تتحدث بحرص عن أهمية العمل في بيئة مناسبة وتخفيف الضغط. بعد أن طورت فكرة متجري "متجر إلكتروني" إلى محل مع الابقاء على الفكرة الأولية "محل يمكنني فيه مقابلة الناس ومشاركة بعض التجارب اللطيفة، أنت ترى العالم بشكل أكثر تجسيدا واحساسا" ، تحسنت نفسيتي كثيرا رغم زيادة المسؤوليات وانخفاض العائد المادي وأزمة ديون.
هنالك مكاتب يمكن استئجارها مخصصة للعمل لا أعرف إذا توجد في دولتك، لكن هي موجودة في العواصم على الأقل والمدن الكبرى. إذا كنت تعتقدين أن لديك ما يكفي من المشاريع التي تعملين عليها فيمكنك المبادرة لتجربة العمل من خلال هذه المكاتب.
أعدتني لأتذكر الكثير من القسوة والحياة غير الطبيعية التي كنت أعيشها، من القاسي جدا أن يعيش الانسان في غرفة واحدة، وأن يبقى طوال الوقت في مكان العمل نفسه، حيث يفعل كل شيء.
مهما بدا لك الاحتكاك بالآخرين أمرا مكلفا إلا أنه ضروري، الحد الأدنى من التواصل مع الناس وتقبل اختلافهم عنا أو حتى رداءتهم سيساعدك كثيرا.
أخرجي من الجحر. ستمضي سنوات حياتك سريعا لتجدي نفسك قد استهلكت دولارات العمل الحر في محاولة علاج صحتك النفسية.
التعليقات