إن المخاوف التي تتعلّق بالعمل الحر لا تُهاجم المستقلين فحسب، بل يُعاني منها أصحاب المشاريع من رجال أعمال وشركات.

هؤلاء، من يرغبون بتولية أعمالهم ومشاريعهم إلى أشخاص "ثقة" يُنجزونها على أكمل وجه، ويلجؤون إلى منصات العمل الحر للعثور على مواصفات مرضية ومهارات تتلاءم مع طبيعة المهمة، يُواجهون الشكوك والمخاوف بشأن المستقل الذي يقع عليه الاختيار.

من بين المخاوف التي تتسلل إلى العملاء، هي توظيف مستقل لا يتمتّع بالمهارة الكاملة التي يدّعيها، واللازمة لاكتمال المشروع على أكمل وجه.

حتى إن كان معرض الأعمال زاخرًا بمشاريع سابقة تُثبت مهاراته، لكن لا يعني ذلك الثقة 100% في العميل. وربما نحن المستقلين نستشعر هذا الخوف من المتابعة المستمرة لسير العمل وطلب العميل الاطّلاع المستمر على المشروع قيد التنفيذ والتعديلات التي يطلبها بين الحين والآخر.

حتى إن كان ذلك مزعجًا للبعض من المستقلين، لكن من حق العميل أن يتأكّد أن المشروع يُنجَز بالطريقة المُخطط لها والمرجوّة المتناسبة مع طبيعة أعماله ككل.

وكعملاء، كيف يتأكّد صاحب المشروع أن المستقل يمتلك المهارات اللازمة لإنجاز المهمّة على الوجه المطلوب؟

التقييم

في هذا الصدد، تمتاز منصات العمل الحر بأنها تستعرض تقييمًا للمستقلّين بناءًا على تعاملاتهم السابقة مع العملاء. قد يمنح هذا التقييم نظرة على مهارات المستقل وأبرز نقاط القوة والضعف لديه، كي يتمكّن العميل من توظيف الحليف الأفضل والدفع مقابل عمله الجيّد.

إلى جانب التقييم، كيف يتأكّد صاحب المشروع من أنه يتعاقد مع المستقل الأكفأ لأداء المهمة، وأن المهارات التي يمتلكها ليست مجرّد ادّعاء، بل حقيقة؟