لا شك أن وسائل الإعلام قد لعبت دوراً بارزاً فى إنتشار ثقافة الأسهم، وفي استقطاب المزيد من المتداولين إلى أسواق المال، من خلال التغطية المكثفة لمجريات الأحداث في السوق، وفي خلق الوعي لدي المستثمرين والمساهمين، ولكن هناك سلبيات في الطرح الإعلامى لا بد من التعريف بها وسأشارككم بها.
أولاً: وسائل الإعلام المرئية والتي تضم عدة وسائل منها:
1- التغطية اليومية لتداولات السوق
وعلى الرغم من الجهود الفردية والتطور الكبير في شكل هذه التغطية ومضمونها وكذلك في أداء العاملين الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا النوع من التغطيات، لكن الفرق الإعلامية الاقتصادية أصبحت تواجه عائقاً بسبب استرسال ضيف بشكل غير منطقى، والتقارير أصبحت فقط في المقدمات التحليلية فى إطار القوالب الإخبارية البسيطة ذات الثلاث دقائق وهي أشبه بتقارير تساعد فى إثارة موضوعات جدلية، ولكن هناك ضعف واضح في مهارات التغطية لفعاليات السوق الفرعية، مثل أخبار الشركات والمؤتمرات المحلية والإقليمية، وقد يعود السبب الرئيسي لهذا الضعف إلى غياب المراسل المتخصص ، وإنعدام التقارير الاستقصائية، ومحدودية المادة الإخبارية المختصصة، وصعوبة الوصول إليها.
2- القوالب الجامدة للعرض والتحليل
حيث بقيت القوالب فيما يخص العرض في إطار قالب واحد جامد قبل فترات الإفتتاح والإغلاق، ولاشك أن وسائل الإعلام تجد صعوبة فى تطوير تغطيتهاوبالنسبة للتحليل فيلاحظ أن تحليل السوق بقى معظم الأوقات في إطار الخطب اليومية، والتي تغيب بشكل مباشر عن واقع تداولات السوق الحية، وذلك لقصور قدرة بعض الضيوف عن قراءة واقع السوق وإيصاله بشكل مبسط إلى جمهور المشاهدين .
3- التحفظ الشديد في إيصال المعلومة
ولعل اعتماد أسلوب متحفظ يعود إلى العمل ضمن إطارات روتينية، واختيار السبل الآمنة، مخافة التعرض إلى سقطات فنية في أثناء التعليق علي مجريات السوق .
4- التوجيه ذو الطابع العاطفى
والهدف هنا هو استمالة جمهور المشاهدين تحت ضغوط عمليات إنخفاض سوق الأسهم من خلال الطرح العاطفى، وعلى الرغم من التناقض بين التحليل الفني على أرض الواقع والطرح التليفزيوني، فقد نجحت تلك الحملات بالنسبة إلى البعض في صناعة جماهيرية ساحقة خلال أيام معدودة، لتنعكس بشكل فوري على الإتجاه الاستثمارى .
ثانياً: الصحافة المطبوعة:
يلاحظ أن الصحافة المطبوعة بها بعض العيوب، مثل عوامل النقص بسبب عدم وجود الكوادر الصحفية الاقتصادية المتخصصة القادرة على خلق فرق عمل متخصصة لتغطيات أسواق المال المتنوعة .
كذلك يعيب الصحافة المطبوعة عملية التوقيت الإقتصادى حيث أن أساس العمل في تغطيات سوق المال أن تكون هناك رؤية لما سوف يحدث في سوق المال خلال الفترات القادمة ، وخلق أجندة قادرة علي تحديد تلك الأحداث مسبقاً ، وبالتالى وضع الخطط الصحفية والتغطيات لهذه الأحداث قبل فترة من حدوثها .
لكن الصحافة المطبوعة لا تكفي لهذا الغرض من حيث نقطة التوقيت الإقتصادى حيث أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنجز خلال فترة إعلان الحدث قبل فترة من حدوثها، وهي مجرد ساعات قبل دخول تلك المواد إلى المطابع، الأمر الذي سيكون قليل الفائدة أو معدوم الفائدة للمستثمر الذى لن يكون له وقت للاستفادة نظراً لإنتفاء عامل التوقيت الاقتصادى .
كل هذه العوامل تمثل عيوب فى المحتوى الإعلامي لسوق الأسهم سواء كان مرئى أم مكتوب .
فهل أثر المحتوى الإعلامى المرئى أو المكتوب غير الاحترافي فى ذات يوم على قرارتكم كمستثمرين أم أنكم لا تعتمدوا على الطرح الإعلامى من هذه الوسائل ولكم مصادر أخرى للمعلومات ؟
شاركونا تجاربكم .
التعليقات