خلال الفترة الماضية شهدنا القفزة المدهشة التي حقّقتها منصة TikTok الصينية أمام العديد من المنصات. والجدير بالذكر أنها في 2022 قد تخطّت أرباحها الإعلانية المنصّتين المخضرمتين Snapchat وتويتر مجتمعتين.

استراتيجية Meta في مواجهة تهديدات TikTok:

على الرغم من النتائج الناجحة والتاريخية التي حقّقتها منصات فيسبوك وإنستغرام التي تملكها شركة Meta، فإن هنالك مشكلات أرى أنها تمثّل أزمة استراتيجية حقيقية بين كلا الشركتين، والتي لها أبعاد غير محسومة من وجهة نظري.

في عام 2022 استطاعت منصة TikTok تحقيق ثلاث أضعاف من ربحها المتوقّع. وأمام هذا النجاح المكتسح، سجّلت منصة فيسبوك في الربع الأول من العام نفسه انخفاضًا هو الأول من نوعه في أعداد المستخدمين اليومية.

وفي مواجهة محتوى الفيديوهات القصيرة الذي غزت به TikTok عالم السوشيال ميديا، طرحت Meta خاصية مشابهة عبر منصتي فيسبوك وإنستغرام، وهي ما تدعى بالـReels، والتي وصل معدل استهلاكها بالنسبة للوقت المستهلك على المنصة إلى 20% على إنستغرام و50% عبر فيسبوك فقط عبر الفيديوهات.

لماذا يجب أن نستشعر تهديدات TikTok لمنتجات Meta؟

في خضم هذه المنافسة الشرسة، أرى أن سياق التنافس بين كلا الشركتين لا يتوقف عند هذا الحد، فنحن أمام منافسة لها جوانب عديدة يغفلها العديد منّا، والتي من أبرزها:

  • المنافسة الاستراتيجية على البيانات الممتلكة لكلا المنصتين، خصوصًا في إطار التنافس الدولي بين TikTok كشركة "صينية" وMeta كشركة "أمريكية".
  • حاجة Meta الماسة للانتصار في هذه المنافسة نظرًا لما تمتلكه من مشروعات مستقبلية كبرى في صناعة الـMetaverse.
  • أرى أيضًا أن الصعود المفاجئ لمنصة TikTok، والذي بنت فيسبوك مثله في سنوات، يعتبر مؤشّرًا خطيرًا، وذلك بالرغم من أن منصات Meta ما زالت صاحبة النصيب الأكبر من الصناعة حتى الآن.
  • لاحظتُ في الفترة الأخيرة اعتماد نسبة لا يمكن إغفالها من محتوى إنستغرام تنتمي لمنصة TikTok، وأظن أن هذه التفصيلة التسويقية قد تكون نقطة ضعف كبيرة بالنسبة لـMeta.

في رأيكم، هل ستتسبب TikTok في المزيد من المتاعب لشركة Meta؟ وهل ترون أبعادًا أخرى للمنافسة بينهما؟