تمارس منظمات الأعمال أنشطتها في مجتمع معين، فتقوم باستهلاك موارده وتعمل على إهلاك أصوله، ونتيجة لذلك فإن هذه المنظمات لابد لها وأن تؤدي واجبها الاجتماعي تجاه المجتمع الذي تعيش فيه، فمنظمات الأعمال لها مسئولية كبيرة في تحسين مستوى الحياة الاقتصادي والصحي والترفيهي للعاملين بها، وغير العاملين من جمهور المجتمع الذي تمارس المنظمة أنشطتها فيه.

يسمى هذا النشاط "المسئولية الاجتماعية" ونعني به أن المنظمة مسئولة عن إحداث الفارق في حياة المجتمع الذي تتواجد فيه بشكل مباشر، حيث أن عملية التنمية ليست مسئولية الحكومة وحدها بل مسئولية القطاع الخاص أيضاً.

ونحن بصدد الحديث عن نموذج لشركة طبقت مفهوم المسئولية الاجتماعية على السيدات العاملات بمصانعها.

تعد مجموعة بورباني واحدة من أكبر موردي الملابس للعلامات التجارية الرائدة في مجال الموضة، وقد بدأت في السبعينيات كمتاجر صغيرة للغزل والنسيج في بنجلاديش وتعتبر الآن إحدى مصانع إنتاج الملابس العملاقة، حيث يبلغ رأس مالها 150 مليون دولار وعدد الموظفين بها يبلغ 7000 موظف.

وبالبحث عن الأنشطة التي تمارسها الشركة، اتضح لي أنها تمارس العديد من الأنشطة التي تثبت مدى تحليها بالإحساس بتحمل المسؤولية الاجتماعية:

  1. تتعاون الشركة مع منظمات عالمية في مجال توفير الطاقة، ومن خلالها استطاعت الشركة أن تقوم بتوفير الطاقة المستهلكة داخل مصانعها مع الحفاظ على كفاءة الإنتاج.
  2. كما أنها مجموعة رائدة في توظيف المرأة من خلال نسب التوظيف حيث تشكل نسبة المرأة العاملة بها ما يزيد عن 60 % من القوى العاملة الفعلية، وبالخضوع للتحليل الديموغرافي فإن العديد من النساء العاملات أمهات في مرحلة الشباب. ولذلك قامت بورباني بإنشاء الحضانات والمدارس داخل حدود مصانعها للسماح للوالدين بإحضار الأطفال للعمل ورعايتهم في الحضانات حتى نهاية وقت العمل، أضف إلى ذلك تفقد الأمهات لأبنائهم وإطعامهم في أوقات الراحة الأمر الذي أدى إلى تقليل نسبة ترك المرأة الماهرة للعمل بسبب الولادة، وهو ما انعكس إيجاباً على كفاءة أعمالها وإنتاجها.

لقد أدركت بورباني أن مبادراتها في مجال البيئة والرفاهية الاجتماعية قد انعكست واضحة في صورة عجلة التنمية المثمرة والمسؤولية الاجتماعية للشركات ومعدل الانتاجية وتحسين صورة علامتها التجارية.

هل توجد شركة في السوق العربي تطبق نموذج المسئولية الاجتماعية، وبرأيكم ماذا يمنع الشركات من تطبيق مثل هذه الأفكار؟