إن عملية تحديد الأسعار منذ فجر التاريخ وهي في علاقة متبادلة، حيث بعض العناصر تؤثر وفي الوقت ذاته تتأثر، مما كان يعود بالسلب أو الإيجاب على قيمة العملات والمعادن. 

هناك مساحة من التفكير تذهب ناحية تحليل الوضع الاقتصادي، وهذا التفكير لا يقتصر على المتخصصين، بل مختلف الأفراد يتولد عندهم هذا الاهتمام؛ لتأثيره على ممتلكاتهم الخاصة. 

قد يظن البعض أن الاقتصاد مجال منعزل عن المجالات الأخرى وهذا غير صحيح وهؤلاء بحاجة إلى مراجعة أنفسهم، و رُبما أحد أهم دلائل الارتباط وجود قرارات اقتصادية هي سياسية عند تحليلها، بجانب وجود القرارات السياسية التي يتبين فيما بعد أنها قرارات اقتصادية في المقام الأول. 

تبين مع تعقد الأوضاع العالمية وزيادة الصراعات بين الدول الكبرى، حدوث حالة من الارتباك وخاصة مع طبيعة التغير المستمر، حيث إن ما يحدث في ثانية رُبما قد يؤثر لسنوات قادمة.

أصبحنا نعيش في عصر قوة المعادن مع إدراك أهميتها، وهذا يعود إلى أن العملات تُصدَر من جانب حكومات الدول وبالتالي القيمة غير ثابتة، ويكون المال بين يد أشخاص، على عكس المعادن من الذهب والفضة حيث إنها من الطبيعة، وتتجلى قوة المعادن لكونها قيمة في حد ذاتها. 

هل شاهدت ذات مرة ماكينة صراف آلي تُقدم ذهبًا؟ هذا ليس من الخيال بل ما يحدث في مختلف الدول الأجنبية والعربية أيضًا مثل الإمارات، حيث يُمكن للفرد أن يقوم بشراء الذهب من ماكينة بيع القطع الذهبية. و مع تزايد عدم الثقة في العملات الورقية مع تذبذب قيمتها، تماشى مع هذا حدوث التزايد في شراء المعادن بشكل عام وتفضيلها عن الأموال. 

قام الرئيس الأمريكي نيكسون بقرارات اقتصادية، مثل إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار الأمريكي إلى الذهب، وهذا يُبرهن الدور الذي يقوم به الذهب مقابل دور عملة الدولار. 

هل فكرت في الاستثمار بالمعادن؟ عليك بالتفكير جيدًا بالأمر كله، حيث قيمة المال ليست ثابتة بل أن ما تشتريه اليوم بمبلغ ما قد تكون بحاجة إلى ضعفه في اليوم التالي من أجل إتمام نفس عملية الشراء. 

ماذا عن رأيكم في فكرة عدم الثقة في العملات وترجيح المعادن؟ وهل تستمر حالة عدم الثقة بالعملات أم أنها ستعود من جديد مع تقدم السنوات؟