لم أشأ مصارحة أمي أنني أود التبرع بأعضاء جسدي بعد وفاتي كي لا يحزن قلبها، لكنني افكر في الموضوع جديًا ولا اتخيل كيف هو شعور قلب تشارك فيه شخصان مختلفان! ، لما بحثت أكثر قيل لي أن للقلب ولكل عضو في أي جسد ذاكرة خاصة به وإن الذين يحصلون على قلب آخر وفرصة أخرى للحياة يتأثرون بالقلب الجديد ويبدأون برؤية العالم من زاوية الشخص الذي يحوون قلبه، واتساءل عن الذكريات عن أوقات السعادة عن الألم واللذة عن الحب والبغضاء عن قيمي وآمالي وطموحاتي... كل ذلك سينتقل لشخص آخر ربما بعيد كل البعد عن ما كنت أنا عليه... وإن كان هذا، أيهما سينتصر عقله وجسده أم قلبي؟ هل سيرث مني القلق وبعض المخاوف وبعض الذكريات السيئة في طفولتي وكبري؟ ماذا لو تشاجر قلبي مع قيم الجسد الجديد؟ وماذا لو شعر يومًا بالوحدة مع أنه يتواجد في جسد بكامل أهليته وكفاءته؟
وبدأت اتساءل هل احمل قلبًا جيدًا كفاية لاهديه لأحدهم بكل تلك الثقة؟ ثم تراجعت وآمنت أنه يكفي للشخص الآخر أنه قد حصل على قلب شخص ما عمل أقصى ما يستطيع لكي يكون جيدًا ويكفيني أنني كنت بما فيه الكفاية لنفسي؟ ماذا ترى أنت؟
التعليقات