هي صديقتي منذ زمن، نتبادل التهاني والتعليقات على فيسبوك، أعرف عنها تفاصيل كثيرة وكذلك هي تعرف عني، أعلم أنها ذهبت إلى العمرة في العام الماضي، وأين تخطط للذهاب في العام القادم، أعرف ماذا تناولت على الغداء أمس وماهي أكلتها المفضلة، هنئتها بمولد طفليها الأول ثم الثاني وحزنت لأجلها عندما مرض طفلها وعرضت عليها المساعدة لكنها رفضت شاكرة جهودي.
لكن، عندما تقابلنا في عيادة الأسنان وتلاقت أعيننا هممت بالترحيب بها كما أفعل على فيسبوك في العادة، لكني ترددت وتراجعت ثم نظرت إلى هاتفي وهكذا أظنها فعلت، بنفس الترتيب وفي اللحظات نفسها.
حدّثت نفسي: صحيح أننا أصدقاء مقربين على فيسبوك، لكنني لا أعرفها!
دقائق ودخلت هي إلى الطبيب ثم خرجت من عنده دون أن تلتفت إلىّ أو حتى تلقي تحية الوداع! لم نكن قد تبادلنا الترحيب من الأساس، فكيف أحزن لتجاهلها توديعي؟ هل أنا مريضة نفسية؟
ما هي الصداقة؟ هل تندرج صداقة الفيسبوك تحت معنى الصداقة الحقيقي؟ هل الصداقة الإلكترونية يجب أن تظل وراء الشاشات؟ هل هذه العلاقات صحية؟ هل قضت وسائل التواصل الاجتماعي على مهارات التواصل الاجتماعي؟
التعليقات