شخصيا كانت رحلة عائلية كعادتها مع الطقوس الخاصة بيوم الجمعة طبعا..

انطلقنا إلى إحدى المناطق في ولايتنا حيث توجد إحدى الغابات التي لا يعرفها الكثير، قدم أخي رخصة القيادة الخاصة به للدركي الحارس هناك لأنها منطقة غابية ويمكن أن تكون مستهدفة من الإرهاب لذلك هناك تشديدات أمنية في الغابات خاصة، المهم لا علينا، اخترنا مكانًا جيدًا وبدأ تحضير الشاي الخاص بنا 'أول الطقوس' بحرق بعض الأغصان التي وجدناها على الأرض جميلة تلك الأجواء، وبينما يتم تجهيز الشاي، يجلس شخص بعيدا عن الأنظار يركز بين أوراق أحد الكتب غير آبه أبدا بما يجري حوله لكنه يترقب كل ربع ساعة كوب الشاي الخاص به، نعم إنه أنا.. تم استغلال الفرصة بنجاح، لا إنترنت ولا حاسوب ولا حسوب، يعني حان وقت التهام بعض الكتب..


قبل أن نكمل: كان برنامجي أن أنهي كتاب القاموس الحضاري للمجدد محمد مهاتير الذي تبقي منه 30 صفحة تقريبا وثم أقرأ صفحات من كتاب علم التشفير الذي اقترحه علي أو علينا معاذ @mooaz2015 .. لنكمل الآن.


قرأت 20 صفحة ثم أتاني كأس شاي منعنع (يعني تم تجهيزه باستعمال النعناع الذي يضيف إليه نكهة خاصة) شربت كوبين وأتممت إلتهام الكتاب، بعد ذلك مباشرة جلبت التابلت وشرعت في قراءة كتاب علم التشفير، لم يكن في برنامجي قراءة الكتاب كاملا أو حتى قراءة نصفه، فقط تصفح لبداية الكتاب ربما تستطيع تسميته برومو أو تشويقة.

ثم رجعنا للسيارة لنذهب للشاطئ (علما أن المسافة بين الغابة والشاطئ 2كم فقط ..كأنها معطيات مسألة رياضية)، صلينا المغرب وجلسنا أمام البحر، طبعا لم آتِ للسباحة بل للمطالعة واستغلال الهدوء، لأعود لجو القراءة من جديد، قرأت 15صفحة ليحين وقت العشاء 'ثاني الطقوس' حيث نأكل عشائنا المجهز في البيت أمام البحر، العشاء مجهز خصيصا للأكل خارج البيت حيث إن كان باردا أو ساخنا لا فرق، وهو باذنجان مع فلفل حلو وبعض الخضار (لا أعرف ما هي المكونات تحديدا لكن حسب المظهر حكمت) هذه الأكلة نتناولها دائما كل جمعة.

أكلنا العشاء وإلى البيت لصلاة العشاء، وَصّلْتُ التابلت بالسيارة عن طريق البلوثوت (العصر الحجري) وشغلت لهم بعض الموسيقى عائدين إلى البيت، بعد وصولنا صليت فاسترحت ففتحت حاسوبي إلى أين في رأيكم؟ طبعا لكتابة ما تقرأونه حاليا!

وأنتم؟ كيف قضيتك يوم الجمعة وما هي طقوسكم الخاصة؟

أقدم اعتذاري لكل من جرحت مشاعره بالمكتوب أعلاه لأنه لم يخرج مثلا أو لم يحضَ بهذه الأجواء العائلية الرائعة لظروفه الخاصة.. والأجمل في يوم الجمعة أنك أنجزت شيئا جميلا تستفيد منه فالمبرمج قد تعلم شيئا جديدا من تجربة بعض الأكواد، والمطالع قد قرأ بعض الكتب، والعامل قد جنى بعض الأرزاق وهكذا.. لا يعني إن لم تخرج مع عائلتك أو رفقائك في نزهة مثلا يعني أنك لم تعش الجمعة جيدا.. لا تنسَ فقط أن تعطي لنفسك جرعة راحة وفضفضة، لا تقتل نفسك بنفسك ولا تظن نفسك شجرة، كن على يقين أن تلك الجرعة هي التي ستحفزك لمزيد من الإنتاجية، وكن على يقين أن هذه الجرعة ليست تضييعا للوقت أبدا!