[تحذير: الموضوع طويلٌ جداً.. أنا متأسّف لذلك، لكن التجربة مهمة بالنسبة لي وكانت تشغلُني طوال العام.. هذا الموضوع يلخّصها بالكامل!]
كنت أقرأ كثيراً في الكتب ومقالات الإنترنت عن موضوع تخطيط الوقت، ووضع الأهداف، وتنظيم الحياة، وأرى دزينات من الكتب الغبية المُخصّصة له، ولم يُقنعني الأمر يوماً. اعتقدتُ تلقائياً أن "هدف العام الجديد" (New year's resolutoin)، مُجرّد سخافة أخرى من النوع نفسه.. لكن الحقيقة أني جرَّبتُ هذه العادة لأول مرة في حياتي في هذا العام، وكانت نتائجُها عظيمة.
لماذا عليك أن تجرّب وضع أهداف لعامك؟
حسب تجربتي، أفضلُ ميزة لاكتساب هذه العادة هي أنها تُمكِّنك من النظر إلى حياتك من بعيد وتقرير ما إذا كنتَ تقوم بالإنجازات المُهمّة التي تحتاجها لدفع حياتك للأمام، أم أنك تنساها وتنشغل بأمور أخرى.
فمُعظمنا - على ما أعتقد - معتادُون على أن نغرق طوال السنة في الحياة اليومية التافهة: الدراسة، المذاكرة، الاستعدادُ للامتحانات، زيادة الجُهد استجابة لضُعوطات العمل، إيجاد حُلول لضغوطات مالية، وإنهاء مئات أو آلاف المهام الصّغيرة عديمة المعنى التي تبرزُ في كل لحظة من حياتنا اليومية.
لكن عندما يمتلئ رأسكَ بكل هذه الأمور يُصبح من السهل جداً عليك أن تتناسى، في خضمّ كلّ هذا "الازدحام" من الأمور التافهة، أن لديك أحلاماً تحرصُ عليها في الحياة وتودُّ فعلاً تحقيقها، أو تحقيقَ بعضها على الأقل، قبلَ أن تُواري التراب.
فمن الطبيعي أن تُفكّر بأنك صغيرٌ في السن، وبأن أمامك وقتاً لا محدوداً لفعل كلِّ الأشياء الرائعة التي تودها في حياتك. رُبّما تتضمَّنُ قائمة أحلامك الآن تسلّق جبل الكيلمنغارو، أو القفز من طائرة (Skydiving)، أو الدراسة بالخارج، أو إنهاء عمل إبداعي رائعٍ خاص بك، لكن صدّقني… لو لم تبدأ من هذه اللّحظة بالتخطيط لكيفية تحقيق هذه الأحلام، فإنَّ فُرصة حدوثها ستكون مُنعدمة تقريباً. لا شيء بالعالم يحدث لوحده بالصدفة السعيدة.. إلا الأشياء السيئة طبعاً.
لو بدأت باتّباع عادة الـNew year resolution، فسوفَ تحصلُ على فرصة في بداية كلّ عامٍ لمراجعة الخطوط العريضة في حياتك، وتقرير ما إذا كنتَ راضياً عن الخطوات التي تسيرُ بها نحو أحلامك الكبيرة أم لا. ولو لم تكُن راضياً، فإنَّ هذه فرصتك لوضع خطواتٍ واضحة ومعقولة لبدء ذلك المشوار.
في أحد الأفلام الملهمة التي شاهدتها، وهو فلم Weather Man من إصدار سنة 2005، يوجد اقتباسٌ ممتاز عن هذا الأمر، حيث يقول البطل - نيكولاس كيج - محدثاً نفسه (حسب ترجمتي مع التصرّف):
"كنتُ أجلس وأتخيل كيف سأغدو أنا، وكيف ستصبح حياتي. اعتقدتُ أني سأكتسبُ جميع الخصال الرائعة التي أريدها، والتي يتمنّى جميع الناس أن تكون فيهم. لكن كلّما تقدمت حياتي، كلّما تزايد عدد الأشياء التي أردتُها.. لكني لم أعد أستطيعُ الحصول عليها. اختفت كل الفرص التي كانت مفتوحة أمامي، وتناقص أنواع الحيوات التي كان يُحتمل أن أعيشها، فذهبت واحدة تلو الأخرى. حتى لم تبقَ منها سوى حياة واحدة، وهي حياتي أنا، حياتي الآن، مُجرّد مُوظّف في وكالة طقس".
على كلّ، هذه نتائجُ تجربتي الشخصية الأولى في هذا المجال، دُون أي تحفّظات:
الإنتاجية
إنهاء ونشر كتابٍ لي: نجحت بإتمام العمل عليه، لكن لم ينشر بعد للأسف، بالرغم من أني تمنيَّتُ أن يرى النور قبل نهاية العام. كنتُ أعمل على هذا الكتاب منذ ثلاث سنوات تقريباً، وقد أتممته قبل شهر، فمحتواه الآن جاهزٌ بالكامل، إلا أنه لا زال بحاجة لإخراج فنيّ. رتَّبتُ للأمر بالفعل مع أحدهم، لكنه قد يحتاج لأسبوع أو اثنين لإنهاء عمله. سوف أشاركه هنا بالطبع عند نشره.
كتابة عينة من رواية: 100 صفحة (أو 30 ألف كلمة) "على الأقلّ"، لكني فشلت. بدأتُ عَِدّة محاولاتٍ على مر هذه السنة وكتبتُ خلالها عدداً لا بأسَ به من الصّفحات، لكني لم أنجح بالوُصول إلى أكثر من عشرين صفحة (حوالي ستة آلاف كلمة) ضمنَ القصّة الواحدة. مع أنني قمتُ بمحاولات كثيرة، لكن سأمضي مع أفضلها وأقول أن نسبة الإنجاز كانت 20%.
تطويرُ المهارات
القراءة: نجحت. وضعتُ لنفسي هدفاً مُتواضعاً لكي أتأكَّد من التزامي به، وهو كتابٌ واحد في الشهر، لكني نجحتُ بتجاوزه بنسبةٍ كبيرة.. فقد نجحت بإتمام عشرين كتاب ورواية (مع احتساب ذهب مع الريح باثنين، لأنها مقسمة على جزئين كبيرين جداً)، علماً بأن عدد الصفحات الكلي في هذه الكتب مُجتمعة كان حوالي 5,500 صفحة أو أكثر بقليل. السجلُّ المفصل موجودٌ في الملحق أدناه.
اكتسابُ اللغات: أردتُ تطوير مهارتي باللّغة الألمانية، وبالتالي وضعتُ لنفسي هدف ختام جميع دروس شجرة اللغة الألمانية على تطبيق Duolingo المُدهش، وعددها 120 درساً تقريباً. نسبة الإنجاز كانت 50%، وهو أمر جيّد بنظري. أصبح عندي إلمام جيّد باللغة وحفظتُ ما يقارب الألف كلمة، لكن قدرتي على بناء الجمل لا زالت ضعيفة جداً، كما أنني بدأت أصاب بالدوار الشديد من حفظ الكلمات.
اللياقة البدنية: فشلت. هدفي كان التمكّن من قطع مسافة ألفي متر في امتحان كوبر (Cooper test)، وهو اختبارٌ مشهور جداً لقياس اللياقة البدنية، فكرتُه الأساسية أن لديك 12 دقيقة من الوقت عليك أن تقطعَ بها أقصى مسافة مُمكنة، وأنت حر تماماً، إذ تستطيعُ الركض والهرولة والمشي بحسب طاقتك، المُهمّ هو أن تستهلكَ قواك الجسدية حتى آخرها (الجدول بالأسفل يوضّح تقييم اللاعب حسب المسافة التي يستطيع قطعها في الاثني عشر دقيقة). قطعتُ 1,800 متر تقريباً بالاختبار.. ليست نتيجة سيئة جداً، لكني لم أحقق هدفي. للأسف لا أعرف مقدار الإنجاز بدقة لأني لم أحتفظ بسجلّ جيد لتقدمي.
الحياة الشخصية
- العُثور على نصفي الآخر: فشلت.. يبدو أنَّنا لم نلتقِ بعد، أرجو أنَّها ستنتظرُني حتى العام المُقبل :(
أهميّة الأهداف
لكلّ واحدٍ من هذه الأهداف أهمية كبيرة بالنسبة لي شخصياً ولما أُريد إنجازه في حياتي.
أنا بحاجةٍ للقراءة وتعلّم لغة جديدة لكي أكتسبَ المزيد من المهارات. أنا الآن في أكثر مرحلة لديَّ فيها وقتُ فراغ بحياتي، فأنا طالب جامعي، لا أقضي إلا حوالي 3-4 ساعاتٍ يومياً في الدراسة وباقي وقتي ملكٌ لي. وبما أنَّ دراستي واهتماماتي تتمحورُ حول الكتابة واللغات الأجنبية، فإنَّ تعلّم لغة جديدة (الألمانية) وقراءة الكتب (للثقافة) اثنتان من أفضل الطرق - بالنّسبة لي - لتطوير نفسي.
وأما اللياقة البدنية فهي طريقةٌ للاعتناء بنفسي. لطالما تجاهلتُ قوامي الجسدي لأنني كنتُ أرى أنني أهتمّ أكثر بالجوانب العقلية، لكني أدركتُ أن إهمال أي جانبٍ من ذاتك لأكثر من درجة مُعيّنة ستكونُ له انعكاسات سلبية على حياتك، سواء أعجبك ذلك أم لا.
فمن المُؤكّد أنني سأحتاجُ لجسدي وعضلاتي في وقتٍ ما: عندما أذهب للسوبرماركت وأتبضّع آلاف الأغراض وحيداً ومن دُون سيارة، أو عندما أعودُ مشياً من مكانٍ بعيد لأوفر سعر المواصلات، أو لو حدثَ وأن تشاجرتُ مع أحدهم بالطبع! بدأتُ بممارسة الكثير من التدريبات الرياضية مُنذ العام الماضي، وامتحان كُوبر هو مجرد طريقة لقياس تقدّمي في بعضها وليس جميعها.
الإنتاجية هي طريقتي لتحقيق الأشياء المُهمّة في حياتي. أحدُ أكبر أهدافي في الحياة خلال السنوات القليلة الأخيرة هو تأليفُ رواية، لكن أسلوبي وقُدراتي الكتابية لا زالت رديئةً جداً لأكتبَ رواية حقيقية، ولذلك لا زلتُ أحتاجُ لتدريب نفسي بكتابة عيّنات تجريبية أو قصص قصيرة، وهُنا تأتي الأهمية الشديدةُ لهذا الهدف. تأليفُ الكتب هو أيضاً واحدٌ من أكثر الأشياء التي أصبُو لتحقيقها، ولذلك كنتُ سعيداً جداً بإتمام العمل على كتابي.
وأخيراً تأتي الحياةُ الشخصية، وهي أهمُّ الأهداف بالطبع. لا أعتقدُ أن الموضوع بحاجةٍ للكثير من النقاش، أنا أنتظرُ شريكتي في الحياة لتظهرَ مُنذ فترة وقد آن الأوان لها :D
الإنجازات غير المتوقّعة
توجد أيضاً العديد من الإنجازات التي حققتها دون أن تكون على لائحة العام الجديد ودون أن أخطط لها بشكل مُسبَق، بل جاءت كفرص عشوائية جميلة. من أهمها:
تعرفي على موقع حسوب! اكتسبت الكثير من المعلومات والخبرات اللطيفة، وحيث وجدت مجتمعاً حلمت بمثله منذ زمن.. الآن يوجد مكان أستطيع أن أشارك فيه كل الأشياء عديمة الفائدة التي أكتبها طوال الوقت.
كسبت معرفة أشخاص رائعين وفريدين جداً من حسوب. لا أفضل في العادة تعيين الأسماء بهذه الحالات، لكن أشعر أن عليّ أن أخص بالذكر: زيد.. رجل المغالطات المنطقية، وشريكي بملئ الكلمات بِحَرَكَاتِ التَّشْكِيلِ العَشْوَائيَّة. وهادي، أكثر شخصية مسلية في حسوب. وعماد، صاحب أكثر أسلوب مهذب بالكتابة سبق وأن قابلته، ومصدر أفكار إبداعية لا تنضب للنقاشات الحسوبية. وبالطبع الكثير من الأعضاء المميّيزين هنا! [تركتُ الإشارات للمستخدمين عمداً لا سهواً.. سوف أتأمل أن لديهم ما يكفي من إخلاص النيّة ليقرؤوا الموضوع بأنفسهم ويصلوا إلى هنا].
في عالم الواقع، تعرَّفتُ إلى الكثير من الأشخاص الجدد في الجامعة، كانت هذه نقلة نوعية في حياة إنسان انعزالي مثلي.
نسيتُ أن أقول أني دخلت الجامعة من الأساس، كان إنجازاً مهماً لكونه جاء متأخراً لسنتين عن توقيته الطبيعي (إحم… لست مُهملاً لهذه الدرجة، لم أرسب لسنتين صدقني، لكن الحكاية ستطول لو بدأتُ بتفسيرها).
أعتقد أنني خطوتُ خطوة جديدة كبيرة في ميدان التعامل مع الفتيات: أصبحتُ قادراً على التعامل معهن بطبيعية تامة والحديث إليهن في كلّ الأوقات باسترخاء تام - قد يبدو الأمرُ فكاهياً لكنه كان أصعب عندي من تعلم الرياضيات. هذه المهارة مُفيدة لي بشكلٍ خاص لكون نسبة الذكور في كليتي الآن حوالي واحدٍ في المائة.
تمكنت من كسر جزء كبير من رهاب الحديث أمام الناس لديّ بفضل دروس المراجعة الكثيرة التي أعطيتها لزملائي في الجامعة خلال هذا الفصل. اكتساب هذه القدرة مهم بالنسبة لي بشكل خاص لأني مهتم جداً بمجال التعليم (كمهنة مُستقبلية)، كما أنَّ لدي اهتماماً بأن أُصبح متحدثاً عاماً (Public speaker) لو حصلتُ على الفرصة.. لأن لدي الكثير من الأفكار التي أحبّ مشاركتها مع الآخرين.
حصلت على وظيفة حرة مستقرّة وجيدة، بحيثُ أستطيع أن أغطي منها معظم تكاليف دراستي ومعيشتي، وهو أمر أحتاجُه الآن فعلاً.
تعلَّمتُ كيفية حمل الأطفال الصّغار :D بفضل ظُهور ابن أخي الجديد ليُشاركنا رحلتنا البائسة في هذه الحياة. ربما أشعرُ بأنني في عمرٍ متأخر قليلاً لتعلّم هذا الأمر، لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
ملحق: الكتب التي قرأتها
القراءة كانت واحدةً من أهمّ أهدافي لهذا السنة، لذا سأتحدث عن الكتب التي قرأتُها. كان هدفي الأصلي قراءة 12 كتاب على الأقل، لكني تجاوزته بنسبة جيّدة، وأنا سعيد بما حققته. كما سبق وأن ولأن لي هواية في عد الصفحات التي أقرؤها.. فقد تجاوزت في هذا العام الخمسة آلاف صفحة، مع العلم أن بعض الكتب صفحاتها صغيرة أو فيها صور (استثناءات قليلة) لكني احتسبتُها بطريقة عادية.
الروايات التي قرأتها هذا العام:
- سلسلة هاري بوتر: بدأتها منذ زمن، كنت قد قرأتُ الجزء الأول وبعض الصفحات من الجزء الثاني خلال السنة الماضية، وفي هذه السنة أنهيت خمسة أجزاء أخرى، هي: حجرة الأسرار، وسجين أزكابان، وكأس الناس، وجماعة العنقاء، والأمير الهجين. لم أبدأ بعدُ بالجزء الأخير، لكن انطباعي عن السلسلة كان معتدلاً. بشكل عام أنا مهووسٌ قليلاً بقصص الفانتزي والعوالم الخيالية، ولذلك استمتعت بهذا الجانب من القصة، فعالمها مميز والشخصية جذابة، ولكوني شاهدت سلسلة الأفلام أكثر من مرة فإني فهمي للشخصيات أصبح عميقاً. من جهة أخرى، لست معجباً شخصياً بأسلوب المؤلفة في الكتابة وأراهُ رديئاً مقارنة بمعظم الروايات الأخرى التي أقرؤها، أظنّ أن شهرتها جاءت من موهبتها في ابتكار القصة ولكن ليس بسردها.
فئران ورجال: من أشهر مؤلفات جون شتاينبك، وهو مؤلف أمريكي حائز على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1962 (أحاول القراءة لأكبر عدد ممكن من رابحي جائزة نوبل). تتحدث عن رجلين أمريكيين يبحثان عن عملٍ في مزرعة بفترة انحطاط اقتصادي كبير بالولايات المتحدة، وقعت خلال الثلاثينيات من القرن الماضي. القصة قصيرة وسهلة القراءة، مكئبة جداً ولم أحبّها أبداً.
لمن تقرع الأجراس: عمل مشهورٌ آخر من تأليف إرنست همنغوي، صاحب جائزة نوبل للأدب سنة 1954. لم أكتُب عنها مراجعة لأني أنهيتها قبل انضمامي لهذا الموقع، لكنها من أفضل ما قرأتُ في حياتي. النهاية مزعجة، وبعض الأحداث غير ممتعة، لكن القصة هائلة. الشخصيات عميقة جداً، الحوارات مبهرة وممتعة جداً، فيها بعض الفلسفية المملَّة ولكن دُون مبالغة كبيرة.
ذهب مع الريح: نجمةُ هذا العام بالنسبة لي، أفضل رواية قرأتها منذ زمن. ذكرتها ثلاث أو أربع أو خمس مرات في تعليقاتٍ لي هنا.. لذا سأتجنّب الحديث عنها أكثر من ذلك!
الخاسر ينال كل شيء: "رواية" قصيرة جداً من تأليف غراهام غرين، وهو أديب رُشّح لجائزة نوبل قبلاً لكن لم ينلها. القصة لطيفة جداً، لكن ترجمتها كانت سيئة للغاية.
حواديث الأخوين غريم: كتبتُ عنها موضوعاً مفصَّلاً هنا (
، قصص شعبية قصيرة من أمثلتها سندريلا وبياض الثلج وغير ذلك. كانت ممتعة.
1984: لجورج أورويل، أظنّ أن الغالبية العظمى هنا يعرفونها بالفعل حتى لو لم يقرؤوها. القصة كئيبة ومُريعة جداً، عالمها مُميّز وأقدّر الفلسفة منها.. لكن قرائتها لم تكن ممتعة بصراحة. مع ذلك، يسعدني أني محوتها من قائمة القراءة أخيراً.
فرانكشتاين: كتبت عنها هنا (
، كنت مهتماً بقرائتها منذ زمن وسعيد بأني وصلتُ إليها أخيراً. كانت مملة في مُعظمها، إلا أن لها بصمة مُميّزة.
- Never Let Me Go: قرأتها لأني شاهدت الفلم المقتبس منها والصادر في سنة 2010، كان حقيقة واحداً من أفضل الأفلام التي شاهدتها، والرواية موازية له، لكنها تحتوي الكثير من التفاصيل الإضافية. بصراحة.. ليست هناك أي أحداث مثيرة أو جذابة بشكل خاص في الرواية، فهي أكثر جُموداً من الفلم ولا توجد فيها تلك المفاجآت، بل كلّ ما فيها محض حوارات عادية وأحداث حياة يومية، لكن أسلوبها متينٌ جداً بحيث أني استمتعت بقرائتها.
- بربروسا: رواية عربية، امتحدها أبي مرَّة لذا اهتممتُ بقرائتها (كان مؤلفها قد أرسلها لوالدي لينشرها في السابق لكن الترتيبات لم تتمّ، وذهب إلى دار نشر أخرى على ما يبدو). هي قصيرة جداً، طولها لا يتجاوز 100 صفحة ونيّف، وتتحدث عن ربان عربي مشهور كان يُغير على السفن الأوروبية في عهد الدولة العثمانية. بصراحة كانت سيّئة جداً، أسلوب الكتابة رديء للغاية والحوارات تكرارية بطريقة لا تصدّق. أظنها تصلح كقصة أطفال ولكن ليس للجمهور البالغ.
الكتب التي قرأتها هذا العام:
Why Do Men Have Nipples: كتاب إنكليزي وليست له ترجمة، لم أقرأه كاملاً لأن بعض أجزائه كانت معروفة بالنسبة لي أو مملّة، لكني قرأت معظمه. هو قصير ومتاح على الإنترنت. الفكرة منه هي تقديم إجابات عن أسئلة طبية مثيرة والكثيرُ منها يجهله الناس أو لديهم اعتقادات خاطئة عنه.
ذكرى من سولفرينو: تعرَّفتُ إلى هذا الكتاب بطريقة مميّزة. كنت أدرس لمادة التاريخ وكان أحد الفصول فيها يتحدث عن مؤسّسة الصليب الأحمر، وجاء ذكر مختصرٌ جداً لمؤسّسها هنري دونانت... كيف أنه كان مجرّد تاجر عادي فرنسي، ولكن قاده قدره في سنة 1862 لأن يحتجز - أثناء سفره - في مدينة واقعة بالقُرب من ساحة معركة. ليست أيّ معركة، بل واحدة من أكبر المعارك التي دارت في القرن التاسع عشر. رأى دونانت بنفسه فظائع الحرب وحُشود الجرحى وهم يعانون ويهرعون إلى المستشفيات متوسِّلين لإنقاذ حياتهم، كيف رأى المئات يتكدسون داخل الكنائس ويموتون الواحد تلوَ الآخر. بعد المشاهد المُريعة التي رآها هرع إلى حكومات الدول الأوروبية، وتمكَّن (دون أي نوع من السلطة أو العلاقات السياسية) من دفعها إلى توقيع اتفاقية جنيف التاريخية التي اعتبرت الجرحى والمدنيين أطرافاً محايدين في الحرب. الكتاب يروي تجربة هنري دونانت بالكامل، كلَّ الفظائع التي رآها والجهود التي بذلها لتحويل الصليب الأحمر من فكرة إلى حقيقة. هو متاح مجاناً على الإنترنت، وقرائته تجربة مهمّة.
- أفكار العلم العظيمة: مراجعته موجودة على مدوّنتي (
، كتاب علمي جيّد جداً، ومن تأليف الكاتب المشهور إسحاق عظيموف.
- نظرية الألعاب: له مراجعة مفصّلة على مدونتي (
، قد يكون أكثر كتاب مفيد قرأتُه هذا العام، مع أنه كان معقداً جداً وغير سهل للفهم.
- خفايا الدماغ: كتبت مراجعة هنا (
، كتاب ممتع جداً ومليء بالصور الجذابة والطباع الفاخرة. من حصيلة معرض الكتاب لهذه السنة.
خاتمة
شكراً لإتمامك القراءة إلى هنا… لو كنت قرأت موضوعي كاملاً بصدق وإخلاص، فأستطيع تبشيرك بأنك أنهيتَ لتوّك حوالي 2,500 كلمة، وهو إنجاز لطيف جداً. يُمكنك أيضاً أن تشاركنا تجربتك مع هدف العام الجديد في التعليقات.. سأكون سعيداً بقراءتها.
التعليقات