مررت مؤخرًا بيوم شعرت فيه أن كل شيء حولي ينهار. ضغط نفسي غير متوقع اجتاحني، شعرت أنني على وشك الانهيار، وكأن العالم كله يضغط على صدري دفعة واحدة. حاولت أن أتحرك، أن أبحث عن منفذ، فخرجت للمشي، وبدأت أعد خطواتي، كل خطوة كانت محاولة للهروب من هذا التوتر الداخلي.
أحيانًا يكون الضغط أشبه بوزن غير مرئي على النفس، يمنعك من التفكير بوضوح، ويجعل أبسط الأمور تبدو صعبة. شعرت بالغضب، بالإحباط، وحتى بالارتجاف كجسد يحاول التعبير عن ما يختلج بداخلي من توتر. حاولت أن أهدأ: شربت كاكاو ساخنًا، مضغت علكة، حاولت أن أركز على شيء ملموس، شيء خارج عن نفسي.
في هذه اللحظات، أدركت أن مصدر الضغط لم يكن دائمًا خارجيًا، بل أحيانًا يكون محصورًا بين توقعاتنا لأنفسنا وبين شعورنا بعدم القدرة على السيطرة على ما حولنا، حتى لو كان صغيرًا. وقد يكون الناس المقربون سببًا إضافيًا للضغط، عن غير قصد، دون أن يدروا حجم التأثير النفسي الذي يحدثه وجودهم أو تصرفاتهم في تلك اللحظات.
اللحظة الأكثر إنسانية كانت حين فكرت أن أأخذ خطوة إلى الوراء، أن أسمح لنفسي ببساطة أن أكون، أن أتنفس، أن أسمح لجسدي وعقلي بالهدوء، حتى لو كان ذلك يعني الانعزال قليلًا عن الآخرين. فالنفس بحاجة إلى مساحة لتتنفس، وإلى لحظات هدوء لتستعيد توازنها.
اليوم، بعد أن مررت بهذه التجربة، أدركت أن الضغط جزء من حياتنا، وأن مواجهته تتطلب الوعي بالذات، والملاحظة، والرحمة لنفسنا. أحيانًا يكون مجرد الاعتراف بما نشعر به هو أول خطوة نحو الحرية الداخلية، أول خطوة نحو الشعور بالراحة.
التعليقات