في اليوم الذي سقطت فيه لأول مرة اكتشفت أن الأرض التي وقعت عليها كانت أنعم مما توقعت
كنت أحمل حلمي بين يدي مثل طائر صغير خائف
أطلقته في السماء بوثوق كبير أنه سيحلق بعيدا
كان مشروعي الأول بوابة أعتقد أنها ستفتح لي عالم النجاح
لكن البوابة قادتني إلى غرفة مليئة بالمرايا كسرت كلها أمامي
أيام طويلة أمضيتها أبني قصرا من ورق
ثم جاءت رياح الواقع فحولته إلى أوراق متطايرة
في تلك الليلة التي أغلقت فيها المشروع
جلست في الظلام أفكر أين كانت أخطائي
لم أكن أعلم أن صوت سقوطي كان يسمعه أحد
حتى وجدت رسالة من شاب قال فيها
لقد كنت الضوء الذي أنار لي الطريق الذي لا أسلكه
في تلك اللحظة فهمت معنى جديدا للفشل
اكتشفت أن سقوطي كان وسادة لغيري
وأن كبوتي كانت حجرا في بناء نجاح آخر
تعلمت أن التواضع هو أجمل ما نكتسبه من الفشل
وأن الصبر ليس مجرد انتظار بل هو استعداد للانحناء دون أن نكسر
وأن مشاركة ألمنا قد تكون أجمل من مشاركة فرحنا
اليوم أنظر إلى الوراء فأرى أن يد الفشل كانت أنعم من يد النجاح
كانت تمسح دموعي لتجعل عيناي ترى ما لم يكن بوسعهما رؤيته
سقطت لأقف على أرض أكثر صلابة
فشلت لأكون إنسانا أكثر عمقا
انهارت أحلامي القديمة لتبنى أحلام جديدة أكثر نضجا
سؤال أتركه بين يديك
ما التجربة التي شعرت فيها أن السقوط كان بداية جديدة ؟؟؟
وأن الفشل كان ثوب النجاح المخفي
التعليقات