التغيير: اختيار أم إجبار؟
تبدأ كل يوم وكأنها تعيش نفس المشهد: تعب يتكرر، عمل ودراسة لا نهاية لهما، ومعنى يتبدد شيئًا فشيئًا. دخلت أولًا في حالة إرهاق شديد، وظنت أن ذلك نهاية موسم طويل من العطاء بلا وقود. ثم انزلقت إلى مرحلة أصعب نفسيًا — فقدان الدافع — بسبب فقدان حلمها الذي تبدد واختفى أيضًا. بدا لها أن أفضل حل هو التراجع: تركت كل شيء، توقفت عن المحاولة، وظنّت أن الاستسلام — الصمت — سيهدئ ضجيج عقلها اللامتناهي .الراحة التي توقعتها لم تأتِ. تلك العزلة التي اعتبرتها مهلة وراحة زادت الطين بلة، حقيقةً لم تكن تحتاج إلى صمت قاتل، بل إلى ترتيب داخلي ومعنى جديد .
بعد سكون لم يدم طويلاً، قررت أن تواجه لان لم تجد حل لها لكل شيء إلا العودة فعادت إلى ما تركت مشروع مؤجل ، أفكار مهملة، واجبات متروكة لكنها لم تعد كما كانت. الماضي النفسي ظل يلاحقها؛ واقع يحاول أن يصنع منها شخصية لا تحبها، يفرض عليها سلوكًا بلا ارتياح، ويذكرها بنقاط ضعفها القديمة. هدفها واحد وبسيط:" أن تكون كما تحب". ليس حلمًا بلا عمل، بل ممارسة يومية تُبنى خطوة بخطوة. لا تخفي أن الحرب الداخلية ما زالت قائمة؛ لكن ما تغيّر أن الانتصار لم يعد في الهروب، بل في المواصلة.
فالحكمةالراحة ليست في الاستسلام وترك الأمور تمضي كما هي. بالعكس، الاستسلام يوسّع الجراح ويُعمّق الفراغ. الحرب النفسية لن تتوقف من تلقاء نفسها — إن لم تُقاوم بنية واضحة وأدوات عملية، ستسرق الوقت والطاقة والأحلام. الاستثمار في الذات ليس ترفًا، بل ضرورة تحمينا من الموت الداخلي: موت الشغف والقدرة على البناء.
هذه قصتها. هذه حياتها. هذهِ أنا.
" كل مرة أعود، أكتشف نفسي من جديد."
التعليقات