أحيانًا تصبح الأنانية رحمةً، لا ذنبًا.
حين تضمد جراح الوحدة التي خلّفها جفاء من ضحّيت لأجلهم، ولا ترى منهم إلا غياب التقدير.
هنا، يكون الالتفات إلى نفسك حقًا شرعيًا، لتنهض بروحك قبل أن تنزف في غير موضعها.
هناك خيطٌ رفيع كالشعرة بين حب الذات والأنانية، الأنانية أن تحب لنفسك مالا تحبه لغيرك، تحب لنفسك الخير كل الخير حتى وإن كانت آخر ذرة للخير في العالم فأنت تستحقها لا غيرك، أما أن تحب نفسك وتَقنع بأني أستحق الخير حتى وإن كان العالم خاليًا منه فأنت ستزرعه وتعطيه لنفسك ومن حولك.
أما حين تضمد جراح الوحدة وحدك فأنت وحيد أيضًا ولا تقدر من لا يقدّرك أنت وتضحياتك، ولا تُضحي إلا إذا طُلب منك ذلك.
ولا تصل بنفسك للنزيف فأنت فحينها أنت لا تقدر نفسك مثلما فعل غيرك، وكل أمنياتي بالقوة النفسية والخير للعالم.
شكرًا على تعليقك دكتورنا
أوافقك أن هناك فرقًا دقيقًا بين حب الذات والأنانية المذمومة.
ما قصدته في الخاطرة ليس حرمان الآخرين ولا الاستئثار بالخير، بل التوقف عن استنزاف النفس فيمن لا يقدّرها، والالتفات إلى حقّها في الرحمة والعناية.
فحب النفس هنا ليس أنانية، بل إنقاذ قبل النزيف، حتى تظل قادرة على العطاء بلا كسر ولا مرارة.
التعليقات