كتب أحدهم أن أكثر شيء يخيفه هو أن يستيقظ على كره حبيبته السابقة له، مع كثير من الكلمات المنمقة والعاطفية الساذجة، قد تبدو كلمات مهمة بالنسبة له ولقلبه ولمشاعره، لكني اعتبرتها لا شيء، هل أصبحت قاسية يا ترى؟! لطالما تعاطفت مع آلام الناس ومشاعرهم مهما كانت، لكن بدا لي الأمر مبالغا فيه بعض الشيء..
حينها سألت نفسي ما أكثر شيء يخيفك أيتها الحذقة؟!
فتذكرت أن عقلي البائس يخونني كثيرا بحكم مرضي بثنائي القطب، فكانت الإجابة أن عقلي أكبر مخاوفي.
لا أحد يعلم أو يدرك معنى أن تشاهد بأم عينينك أشياء لا وجود لها فتصدقها لأنك لا تستطيع تكذيب عينيك، هذه المشاهد التي تقع تحت لواء الهلوسة والذهان، والتي تؤثر على ادراكك وعلى أفكارك وعلى حياتك بأكملها.
لا أحد يدرك أو يعلم حجم معاناة الانتقال من السعادة اللامتناهية الى الاكتئاب الحاد مع غياب التوازن تماما، لا أحد يدرك أو يعلم حجم الألم والمعاناة التي يتجرعها أصحاب هذا المرض من المجتمع أيضا، علينا أن نظل ملتزمين للصمت حتى لا نتعرض للسخرية أو يتم نعتنا بالمجانين، أو تتوقف علينا الفرص المتاحة للزواج، علينا أن نكذب ونخفي ونختفي من الواقع ونمثل أننا بخير حتى أمام أهلنا، علينا أن نجد حلا بعيدا عن الوقوع في الضعف أو محاولة رمي شيء من عبئنا لقريب أو عزيز، علينا أن نكون أقوياء في عزّ النوبة والصدمة والبكاء والوحشة والوحدة وأن نسعى للوقوف على عقل مهترئ بائس لا يفرق بين الحقيقة والوهم، والأهم علينا أن ننجح ولا نكون ضحايا للمرض بل ناجين..
حقيقة... تبا للقوة وللوقوف وللنجاح سئمت من التمثيل أنني بخير على الدوام، أريد أن أقبل حياتي اللامثالية وأتخلص من الخوف، أتمنى من قلبي أن أتمايل وفقا لمنحيات الحياة، منحيات الحياة التي تأخذني للحزن والتعاسة تارة وللسعادة والفرح تارة أخرى، مع مشاعر مناسبة تتوافق مع كل منحنى، أتمنى من قلبي أن أطلق العنان لنفسي ولمشاعري ولقلبي ولعقلي حتى، دون أن أخاف.
التعليقات