ليست كل الأيام تتشابه، فبعضها يأتي محمّلًا بهدايا خفية من الله…
اليوم شعرت أنني محاطة بدفء لا يشبه أي دفء، دفء لم يكن من شمس ولا من بطانية، بل من قلوب طيّبة شعّ منها القبول دون مقدمات.
أعلم أنني محبوبة بين من يعرفونني، لكن هناك نوع آخر من المحبة… تلك التي تهبك إياها أرواح لا تعرفك إلا قليلًا، لكنها تشعر بك كثيرًا.
في هذا الكادر الجديد، وجدتني بين زميلات لم أسبق لي معرفتهن، لكنني شعرت وكأن روحي نُثِرت بينها، فقُوبلت بلطف لا يُوصف.
تعبت اليوم… وخلدت إلى النوم في غرفة المشرفات.
وهناك، اقتربت مني زميلة تكبرني سنًا، لم تقل الكثير، لكنها فعلت الكثير…
أسدلت الستار، خففت الإضاءة، شغّلت المكيف، غطتني بسكونها، وكأنها تهمس للعالم: "دعوا هذه الصغيرة ترتاح".
تصرفات قد تبدو عادية، لكنها منها بدت كأفعال أم…
كل فعل منها كان مشبعًا بالحنان، حتى أنني وجدتني أقول بصدقٍ خالص:
"كيف سأحتمل فراقك حين تنتهي هذه الأيام؟"
اقتربت، طبعت قبلة على جبيني، وتركتني أغرق في دفء لا يُشبه شيئًا سوى دفء الأمومة.
تمنيت، للحظة صافية، لو كانت أمّي… لأعيش هذا الحب طوال العمر.
ابتسامتها حين تلتقي عيني بعينها تمنحني شيئًا من الروح…
وكأنها تخبرني كل مرة أنني أستحق أن أُحب، أن يُحتفى بي، حتى وإن نسيني أقرب الناس.
آهٍ لو أن الوقت توقف… فقط لأطيل المكوث في حضن هذا اللطف الذي أنساني قسوة العالم.
التعليقات