” بنهاية الأمر صرت وحيداً ، هذا ما يحدث عندما تتعلق بأحدهم بشدة ، تبدأ الابتعاد عن الجميع لأجل شخص ووقتما يحين خصامك ترى نفسك دون مأوى ولا ملاذ لا أحد ، وكأنه عندما تركك ألقى بك في قاع بحر مظلم لا حياة فيه ”
التعلق المفرط
ما كتبته يُلخص بصدق أحد أقسى دروس التعلّق... لكنني أرى أن المشكلة لا تبدأ فقط عند الخصام، بل من اللحظة التي نربط فيها وجودنا الكامل بشخص واحد. التعلّق الشديد يجعلنا ننسى أنفسنا، نُفرغ محيطنا من كل العلاقات والمصادر التي كانت تُشكّل توازننا، فننهار فورًا عند أول غياب. أحيانًا لا يكون ما نشعر به حبًا، بل محاولة لملء فراغ داخلي، فنغرق في الوهم أكثر من الحقيقة. ولهذا أرى أن التوازن في العلاقات لا غنى عنه، والتعافي الحقيقي يبدأ حين نبدأ في التعلّق بأنفسنا أولًا، لا بالآخرين. أري أن التعلّق لا يكون حبًا خالصًا بقدر ما هو هروب من الوحدة أو من مواجهة الذات، فنظن أننا وجدنا ملجأً، بينما نحن فقط نحاول أن نهرب من الفراغ بداخلنا. وهنا يكمن الخطر، لأن هذا النوع من التعلق هش، يسقط سريعًا عند أول أزمة. لذا ما بعد التعلّق مرحلة صعبة، لكنّها فرصة لإعادة بناء الذات. عندما يعود الشخص لنفسه، ويبدأ في استكشاف ما يُسعده بعيدًا عن الآخرين، يبدأ في استعادة قوته. الشعور بالوحدة مؤلم، لكنّ الوحدة الواعية خير من وجود مؤلم.
التعليقات