كانت معدتها تصنع أصواتاً غريبة ، أما هي فكانت تتلوى من ألم معدتها التي باتت فارغة منذ الأمس ، فتلت شوارع المخيم بأكمله لكنها لم تجد قطعة خبز يابسة حتى ، فالجميع حريصون على لقمة الطعام في هذا الوضع ، خرجت من خيمتها و جلست على حافة الطريق تئن من جوعها إلى أن لاحظها شيخ كبير من أحد الخيم المجاورة ، فهم أمرها فما أكثر الجوعى في هذه الأيام ، ذهب إلى خيمته و أخذ آخر رغيف لديه ليعطيه لتلك الفتاة .

هنا الإنسانية و الرحمة يا سادة ، حتى في أشد الأيام صعوبة يشعرون ببعضهم و يفضلون غيرهم على أنفسهم حتى و إن كانوا لا يعلمون مصيرهم في الغد .