أحيانًا نعود لنفس التفاصيل، ولكنها تكون منزوعة الهوية والشعور. نمر بتلك اللحظات ونتساءل كيف كان لها هذا الأثر العميق علينا. نفس الأماكن التي كانت تحمل بين جدرانها قصصًا مليئة بالحياة أصبحت الآن مجرد محطات عابرة، بلا ألوان أو أصوات.

نفس الأشخاص الذين كانوا يشغلون جزءًا كبيرًا من تفكيرنا وأوقاتنا، أصبحوا الآن مثل ظلال بعيدة، أسماؤهم تذكرنا بأيام مضت، لكنها لا تثير فينا تلك الذكريات الدافئة.

نتجول بين الذكريات كأننا سياح في حياة قديمة، نبحث عن شيء نعرفه، لكننا ندرك أن كل شيء تغير. إنها مفارقة أن نكون محاطين بكل ما هو مألوف، لكننا نشعر بالاغتراب، كأن أرواحنا قد انتقلت إلى عالم آخر.

ونظل نتساءل: هل تغيرت التفاصيل أم نحن من تغيرنا؟ وهل سنجد يومًا تلك الشرارة التي كانت تضيء حياتنا وسط تلك التفاصيل؟