على أعتابِ عامٍ كُلِّي أمل بما ستحمله طيَّاته ... أقفُ بجسدٍ معتدل ، وعقلٍ واعٍ ، وقلبٍ راضٍ بأنَّ الله هو الذي يُبدِّل الأقدار لا السُّنون ... يُدبِّر الأمر ويُهيَّأ الأسباب ليجعل من مُستحيلي مُمكنًا ، لم يستجب لدعواتٍ أذكر أنَّني تلهَّفت لأجلها في السِّنين الماضية ، ولكن سُبحانه وهبني بالكثير الوافر الذي لم أطلبه حتَّى أغناني بكرمه اللَّا محدود ، وخيره اللَّا معدود ، وستره الذي أكساني به ومازال يجود ... كُل شيءٍ حرمني منه كنت أراه بعين العطاء ، حتَّى أدركت بأنَّ المنع لا يقتصر على الحرمانِ فقط ، بل أحيانًا يكون الأخذ هو العطاء ذاته ، ليقيك شرٍّ لم تكن تعلمه ولم تحسب له حساب ، لذلك أتَّكِلُ عليه في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة ، أفوِّضه أمري وظنِّي به لا يخيب يومًا ... ولهذا لم أعد أخشى السنين وأيَّامها، فربُّ الخير لا يأتي إلَّا بالخير ، دام الأمور بيده فكل الأمور مضمونة وهيِّنة ، فلنطوي صفحاتُ عام مرَّ علينا بسترٍ من الله وعافية ، وأهلًا بعامٍ جديدٍ ونحن في رعاية الله وحفظه...!
على أعتابِ عامٍ كُلِّي أمل بما ستحمله طيَّاته ...
بل أحيانًا يكون الأخذ هو العطاء ذاته ، ليقيك شرٍّ لم تكن تعلمه ولم تحسب له حساب
هذه الحقيقة لو أدركناها لصرنا بخير، لكننا للأسف نأبى الفهم ونحرق قلوبنا ونرفع الراية البيضاء في مواجهة الألم.
لا أدري هي مهمة من في زرع هذا الإدراك بدواخلنا، نحن أم أهالينا، إلا أني أسعى أن أعلم هذه الدقائق لطفليّ فتقوى همتهما ولا تستضعفهما الدنيا يومًا.
التعليقات